الهندسة والآليات > اختراعات

أساور تقنية - شاشة جهازك اللوحي على مِعصَمِك ج4

استمع على ساوندكلاود 🎧

تخيَّل أن تتلقى اتصالاً وتتعاملَ معه عن طريقِ الضَّغط على بشرتِك، أو أن تقومَ بتصفُّحِ الإنترنت على بشرةِ يدك. تابَعنا في المقالات السابقة من سلسلة الأساور كيف تساعدُنا هذه الأساورُ على التواصلِ الاجتماعي والحمايةِ من أشعةِ الشمس وفي كثيرٍ من مجالات حياتنا. دعونا نُبْحرُ في هذه المقالة لنرى نوعاً جديداً من الأساور يجعلُ التعاملَ مع التكنولوجيا أكثرَ مُتعة.

يسعى أيُّ نوعٍ من الأنواع الجديدة في الساحة التكنولوجية لتحقيقِ فارقٍ ملموس، وهذا ما قامت به شركةٌ تكنولوجية في باريس، حيث قامت بتصميمِ سوارٍ يُدعى "Cicret" وهو نقلةٌ نوعيةٌ نحو مستقبلِ التكنولوجيا الملبوسة "wearable technology". يقوم هذا النوعُ الجديد من الأساور بإسقاطِ المعلومات من هاتفكَ الذكي أو كمبيوترك اللوحي على بَشرَتك أو مِعصَم يدك.

الصورة التالية توضح هذه التقنية

لا يُعتبَر هذا السِوار ساعةً ذكيةً وإنما عبارةٌ عن سِوارٍ عادي، فعندما تراه تظنُّ أنه من الإكسسوارات، ولكن عندما تحرِّك يدكَ سترى وجودَ أنوار "LED" ثنائيةٍ تقومُ بعرضِ شاشة الهاتف على معصمِك، وتقومُ أنتَ بالضغطِ على الأزرارِ التي على يدكَ لكي يتمَّ تنفيذُ الأمر.

لكن كيف تتمُّ العمليةُ في هذه التقنية؟

تستخدمُ هذه التقنيةُ جهازَ عرضٍ صغيرٍ جداً من فئة الـ"pico"، وهو جزءٌ من أصلِ تريليون، ويعملُ هذه الجهازُ على تسليطِ الصورةِ على الجلد، بالإضافة إلى ثمانيةِ حسَّاساتٍ أو أجهزةِ استشعارٍ صغيرةٍ متجانبة، كبيرةِ المدى وبالغةِ الدقة قريبةٍ من الجلد، تقومُ بالتقاط أي مسحةٍ أو نقرةٍ على الجلد وتُترجمُها مباشرةً لتتفاعلَ مع الشاشةِ المعكوسةِ على الذراع أو الجلد، مستجيبةً بعد ذلك للأوامرِ التي تقومُ تقنيةُ "Bluetooth" ذاتُ طاقةٍ منخفضةٍ بإرسالها من السِوار إلى الهاتف الذكي، كما يحتوي أيضاً على تقنية "Wi Fi" للربط مع شبكةِ الإنترنت، ويحتوي أيضاً على وظيفةِ الاهتزاز كما الهواتفِ الذكية وعلى منفذٍ تسلسليٍّ صغيرٍ للشحن "Micro USB". فعندما تقومُ بملامسةِ بشرتك وتُقاطعُ أحدَ الحساساتِ الثمانية، فتقومُ بنقلِ الأمرِ إلى المعالجِ الموجودِ في السِوار وهكذا.

الصورة التالية توضح أجهزة الاستشعار الثمانية:

سيبدأ السِوارُ بإسقاطِ شاشة هاتفِك على مِعصمك بمُجرَّدِ النَّقرِ بشكلٍ خفيفٍ على بشرتك، أو بمُجرَّد القيام بعمليةِ اهتزازٍ بسيطةٍ لمعصمك. سيكون "Cicret" مُقاوماً للمياه وصَلباً، كما سيحتوي على جميعِ التقنياتِ المُستعمَلَة في الهواتف الذكية من اللمسِ والسَّحبِ وتكبيرِ الصورة، بالإضافة إلى كتابةِ نصٍّ وإمكانيةِ الإجابةِ على المكالمات الهاتفية.

الصورة التالية توضح كيفيةَ استعمالِ السِوار للردِّ على المكالمات:

فيديو يوضح إمكانيات السِوار:

سيتوفر "Cicret" بعدةِ سِعاتٍ 16 غيغابايت و 32 غيغابايت، بـ 10 ألوانٍ مختلفة. لكن تقولُ الشركةُ أنها تحتاجُ إلى نحو 700 ألف يورو لاستكمالِ تصميمِ وتصنيعِ النموذجِ الأوليِّ من هذا المُنتَج. حيث قامت الشركةُ بفتحِ باب التبرُّعاتِ لتشجيعِ الناسِ على المساعدةِ في إطلاقِ هذا النموذج، وتقولُ بأنَّه في حالِ تبرَّعَ كلُّ شخصٍ بمقدارِ 1 يورو سينزلُ هذا المُنتَج إلى الأسواق.

تمَّ بعدَ القيامِ بحملةِ التبرُّعاتِ الوصولُ إلى مبلغٍ من المالِ، ساعد الشركةَ على إصدارِ أولِ نموذجٍ من السِوار في شهر حزيران من العامِ الماضي.

لكن يجبُ إعادةُ النظرِ في كُلفةِ إنتاجِ هذا السِوار من جهة، وفي كلفةِ التطويرِ وإلى ما هنالك من مصاريفَ أُخرى من جهةٍ أُخرى. ويتساءلُ آخرونَ هل تكفي الحساساتُ الثمانيةُ لنَقلِ الصورة بشكلٍ جيد من هاتفكَ الذكيِّ إلى مِعْصَمِك.

يمنحنا هذا النوع من التكنولوجيا تعاملاً مُريحاً ويساعدنا في بعض نواحي حياتِنا، نأملُ في كلِّ ما هو خيرٌ لمساعدتِنا ومساعدةِ الآخرين لجعلِ حياتِنا أسهلَ وأكثرَ مرحاً.

لمتابعة باقي الأجزاء :

هنا

هنا

هنا

المصدر: هنا