الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

السوس.. ابن طريق الحرير

استمع على ساوندكلاود 🎧

ينتج مسحوق السوس من جذر نبات Glycyrrhiza glabra الذي تنتشر مناطق نموه من الصين والهند في جنوبي شرق آسيا إلى اليونان وتركيا في القارة الأوروبية، وقد كان من المواد الشديدة الأهمية في ازدهار التجارة بين آسيا وأوروبا مرورًا بما يُعرف اليوم بمنطقة الشرق الأوسط، ويتميز السوس إلى جانب مذاقه الحلو بامتلاكه كمًّا كبيرًا من الفوائد، ونظرًا لكون حلاوته تفوق حلاوةَ السكر بقرابة 50 ضعفًا، فقد استخدم السوس في الكثير من الأغذية للتحلية والتنكيه.

ويحتوي السوس على المكون الفعال المعروف بحمض الغليسيريزيك Glycyrrhizic acid الذي يُشاهد في العديد من المنتجات مثل العلكة (اللبان)، والكعك، وشراب السعال، والتبغ.

الفوائد الصحية للسوس:

تشملُ الفوائد الصحية للسوس جوانب عدة نسردها فيما يأتي:

• المشاكل المعدية المعوية: إن كنت مصاباً بحرقة المعدة، أو القرحة المعوية، أو الالتهاب المعوي فإنك قد تشعر بالراحة عند استخدام السوس، إذ تعد فوائده تجاه القرحة الأكثر قوةً من ناحيةِ الإثباتاتِ والدلائلِ العلمية، فقد أشارت إحدى الدراساتِ مثلًا إلى دورِ مُستَخلص السوس المضاد للجراثيم المسببة للقرحة المعوية.

• الالتهابات الجلدية: يستخدم أطباء الأعشاب نبات السوس على نحو واسع لعلاج العديد من الأمراض الجلدية مثل التهاب الجلد، والإكزيما، والخرّاجات، كذلك استُخدم مستخلصه في إحدى الدراسات مرهمًا لعلاج التهاب الجلد، وأظهرت النتائج أن تطبيقَ المرهمِ مدة أسبوعين قد ساعد في تخفيف أعراض الحكّة والتَّورُّم والاحمرار.

• أعراض البرد: يعدُّ جذر السوس واحداً من أقدم علاجات مشكلات المجاري التنفسية العُليا، وما زال هذا العلاج قيدَ الاستخدامِ حتى يومِنَا هذا. ويسهمُ السوس في تخفيف السعال والتهاب الحنجرة وتقليل البلغم. وقد وَجدت دراسةٌ حديثةٌ مُزج مسحوق السوس مع الماء بهدف تحضير محلول للمضمضةِ (للغرغرة) أنه كان فعالاً في تهدئة حنجرة المرضى وتخفيف السعال بعد العمليات الجراحية.

• خسارة الوزن: في محاولة للتحري عن دور السوس في خسارة الوزن، أجريت دراسةٌ على خمسة عشر شخصًا من ذوي الأوزان الطبيعية، أُعطي كلٌّ منهم مستحضَرًا من السوس يحتوي على حمض الغليسيريزيك الفعَّال، كذلك تناولوا الكمية المعتادة لهم من الحريرات، ومن ثمَّ قيسَ مؤشرِ كتلةِ الجسم BMI في خلال مدة بلغتِ الشَّهرين. وقد وُجِدَ بنتيجة الدراسة أن السوس خفف كتلة دهون الجسم، لكنه لم يؤثر في مؤشر كتلة الجسم BMI.

• توجد بعض الأدلة غير الكافية التي تشير إلى فوائد السوس في تخفيف النزيف في أثناء العمليات الجراحية، فضلًا عن علاج التقرحات الفموية.

ما هي أفضلُ طرائقِ الحصولِ على السوس؟

يمكن إيجاد جذورِ السوس الكاملة والحاوية على حمض الغليسيريزيك على هيئة مساحيقَ أو شرائح رقيقة جدًا مخصصةٍ لتحضير الشاي، كذلك يوجد على هيئة كبسولاتٍ وأقراص ومستخلصات جاهزة للاستخدام. ويمكن الحصول على السوس منزوعِ الغليسريزيك (Deglycyrrihizinated licorice (DGL لتقليل الآثار الجانبية للمستحضر، لكنَّ هذا الصنف سكون عادةً أقلَّ فعاليةً من نظيره الطبيعي.

يقترح مركزُ NYU Lagone Medical Center على مرضى القرحة تناوُلَ عدة جرعات في اليوم من أقراص السوس منزوع الغليسيريزيك DGL قبلَ الوجْباتِ والنَّوم، ويُنصح باستخدام جل أو كريم السوس بتركيز 2% لعلاج الإكزيما، والصدفية Psoriasis، والحلأ Herpes مرتين يوميًا.

المخاطر والمحاذير:

يجدر بالنساء اللواتي يتعاطَيْن حبوبَ منع الحمل أن يتوخَّيْن الحذر، إذ يمكن للسوس أن يؤثرَ في هرمونات الجسم الأمر الذي ينعكس على فعالية الدواء.

كذلك فإن تعاطي كمياتٍ كبيرة من السوس على نحو مستمر مدة تتجاوز الأسبوعين قد يكون مؤذيًا، ويمكن أن تشمل الأعراض الجانبية ارتفاعًا في ضغط الدم، واحتباسًا للسوائل، واضطراباتٍ في الاستقلاب، علمًا أن حمض الغليسيريزيك هو المسؤولُ الرئيس عن هذه الآثار الجانبية، وعليه فإن التَّحقُّقَ من تعليمات الطبيب قبل تناول المكملات الحاوية على السوس خطوةٌ شديدةُ الأهمية، وخاصة لمرضى القلب وارتفاع ضغط الدم الذين يتأثرون أسرع من غيرهم وبكمياتٍ أقل قد لا تتجاوز 5 غراماتٍ فقط.

من جهة أخرى، يعد تناول السوس مع مُدِرَّات البول والستيروئيدات القشرية وغيرها من الأدوية التي تعمل على خفض مستوى البوتاسيوم في الدم سببًا في انخفاضه إلى حدّ خَطِر. أما النساء الحوامل فعليهنّ الامتناعُ عن تناول السوس بكميات كبيرة لأنه قد يزيد خطر الولادات المُبَكِّرة.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا 

الدراسات المرجعية:

1. Agarwal، A. et al. (2009). An Evaluation of the Efficacy of Licorice Gargle for Attenuating Postoperative Sore Throat: A Prospective، Randomized، Single-Blind Study. Anesthesia and Analgesia، 109(1)، 77-81. Retrieved from هنا

2. Armanini، D. et al. (2003). Effect of licorice on the reduction of body fat mass in healthy subjects. Journal of Endocronological Investigation، 7(26)، 646-650. Retrieved from هنا

3. Asha، M.، Debraj، D.، Prashanth، D.، Edwin، J.، Srikanth، H، Muruganantham، N.، Dethe، S.، et al. (2013، January 30). In vitro anti-Helicobacter pylori activity of a flavonoid rich extract of Glycyrrhiza glabra and its probable mechanisms of action. Journal of Ethnopharmacology، 145(2)، 581-586. Retrieved from هنا

4. Dehpour، A. et al. (1994). The protective effect of liquorice components and their derivatives against gastric ulcer induced by aspirin in rats. Journal of Pharmacy and Pharmacology، 2(46)، 148-9. Retrieved from هنا

5. Licorice. (2014، September). Retrieved from هنا

6. Licorice. (2014، August). Retrieved From هنا

7. Morgan، A. et al. (1985). Maintenance therapy: a two-year comparison between Caved-S and cimetidine treatment in the prevention of symptomatic gastric ulcer recurrence. Gut، 6(26)، 599-602. Retrieved from هنا

8. Saaedi، M. et al. (2003). The treatment of atopic dermatitis with licorice gel. Journal of Dermatology Treatment، 3(14)، 153-7. Retrieved from هنا