الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية

ذراع اصطناعية من المستقبل

استمع على ساوندكلاود 🎧

من المعلوم أن خسارة طرف من الأطراف له أضرار على الصعيدين الجسدي والنفسي، وفي كثير من الأحيان تعويض الطرف المبتور بطرف اصطناعي يؤدي إلى تخفيف الضرر الجسدي دون أخذ الضرر النفسي بعين الاعتبار نهائياً. لكن تخيل ذراع عصرية بتصميم يذهل الأبصار تشبه ما نراه في أفلام الخيال العلمي، نتكلم اليوم عن ذراع اصطناعية حصل عليها شاب بريطاني، عمل مصمموها على جعلها عملية قدر الإمكان وبنفس الوقت ركزوا على شكلها الخارجي بحيث تكون جميلة وذات تصميم مميز بهدف اقتناع مستخدمها بها. المزيد من التفاصيل في المقال التالي:

خسر الشاب البريطاني (James Young) ذراعه اليسرى وقدمه من أسفل الركبة وذلك بسبب وقوعه أمام إحدى القطارات شرق مدينة لندن، بالطبع عانى من ضرر جسدي كبير بالإضافة إلى ضرر نفسي أكبر، واستمر علاجه بالمشفى لمدة ثلاث أشهر حصل بعدها على ذراع اصطناعية تقليدية. هذه الذراع من الممكن أن تخفف بعض الضرر الجسدي وتقوم ببعض الأعمال ولكنها كانت غير جيدة على حسب تعبيره.

يحب جيمس ألعاب الحاسوب وهو مهووس بها. بعد سنتين من الحادثة وأثناء قيامه بأحد الألعاب رأى إعلاناً يستهدف اللاعبين مبتوري الطرف وكانت شركة (Konami) هي صاحبة الإعلان. يتكلم هذا الإعلان عن مشروع اسمه (Alternative Limb Project) الأطراف الصناعية البديلة يحاول تعويض الأشخاص الذين فقدوا أحد الأطراف بأطراف صناعية مبتكرة ومميزة وخارجة عن المألوف. أعجبت هذه الفكرة جيمس واشترك في المشروع.

ترأس المشروع الذي يُدعى (Alternative Limb Project) عالمة بيولوجية تدعى (Sophie de Oliveira Barata ) وتبلغ 25 عاماً فقط. تهدف هذه الباحثة من خلال هذا المشروع إلى تصميم أطراف صناعية خارجة عن المألوف وفعالة في نفس الوقت ويشارك صاحب العلاقة بالتصميم كذلك. بالنهاية ستكون النتيجة مرضية للشخص صاحب العلاقة كونه وضع التصميم الذي يريده، وبالتأكيد ستخفف هذه العملية من الضرر النفسي بالإضافة إلى التخفيف من الضرر الجسدي.

بعد فترة من العمل جنباً إلى جنب مع فريق تصميم متكامل، كانت النتيجة النهائية مذهلة للغاية. وتوصلوا في النهاية إلى ذراع اصطناعية غاية في الروعة، تشبه إلى حد كبير يد شخصية (Big Boss) في لعبة (Metal Gear ) وهي لعبة من إنتاج شركة (Koami).

تملك هذه الذراع الاصطناعية عدة مميزات أكسبتها الروعة التي تكلمنا عنها، فهي تحوي مصدر لشعاع ليزري يساعدها المريض على التحكم بها عن طريق إشارة العضلات، ضوء عادي، مخرج (USB) يستخدم كشاحن للهاتف المحمول، ساعة يد، نظارة تفاعلية، وفوق كل هذا طيارة رباعية المراوح بدون طيار. هل هنالك أروع من ذلك؟!. حيث أصبح بمقدوره مصافحة الناس وحمل البقالة وحتى التقاط القطع النقدية. وبعد انتهاء التصميم تم صناعة هذه الذراع بواسطة الطباعة ثلاثية الأبعاد.

تعمل هذه الذراع بشكل جيد جداً، ولكن ليس بشكل مثالي. على سبيل المثال يستعمل المستخدم يده اليمنى لمساعدة ذراعه الاصطناعية أحياناً، وهذا عائد إلى صعوبة حركة الذراع بشكل تلقائي، ولكن يوجد حلول لهذه المشكلة. هنالك حل على سبيل المثال يتضمن عمل جراحي يدعى (direct skeletal fixation )، ومهمة هذا العمل هو تعليق الذراع الاصطناعية مباشرة على عظم الشخص. بالطبع لا يتوقف تطوير هذه الذراع هنا، بل ستكون هنالك عدة محاولات للتطوير على الصعيدين التقني والتصميمي لحل جميع المشاكل.

يقول جيمس: "أنا شخص أحب الحياة وأنا أريد بشدة تقليص الضرر الناجم عن إصابتي بقدر ما أستطيع. بصراحة هذا ما ساعدني عليه العلم والطب المتقدمين". ويضيف: " لست الشخص الذي يستسلم للحزن وهنالك الكثير الذي أريد فعله بعد".

كلام جيمس الأخير هو اختصار لمهمة العلم، فمهمته هي تسهيل حياة البشر ودفعهم نحو الأفضل، ولكن هذا لا يكفي فيجب أن تتواجد الإرادة البشرية كذلك. فإلى أين سيصل بنا العلم وما هي الأسرار التي ما زال يحتفظ بها؟.

تابعوا معنا هذا الفيديو:

المصدر: هنا