الطب > مقالات طبية

مشاكلُ النوم وخطرُ الإصابة بمرض السكري

استمع على ساوندكلاود 🎧

وكأن الإرهاقَ الناتجَ عن الأرق الذي عانيتُ منه في الليلة السابقة لا يكفي وحدَهُ لتعكيرِ صباح اليوم التالي! إذْ يبدو أن مشاكلَ النوم تؤثر سلباً على خطرِ إصابتك بداء السكري أيضاً..

تشملُ مشاكلُ النومِ عدداً من الحالاتِ التي قد يظنّ المرءُ أنّ حدوثَها ليس خطيراً، مما يدفعهُ إلى عدمِ إيلائِها الاهتمامَ اللازم، ومنها توقفُ التنفسِ أثناءَ النوم، والأرقُ، وصعوبةُ النومِ أو تأخرُه، إضافةً إلى السهرِ لساعاتٍ طويلةٍ بسبب العملِ في المناوبات الليلية. وقد تم فيما سبق ربطُ العديدِ من هذه العادات بتزايدِ خطر الإصابةِ بالسكري وذلك بنسبةٍ قد تصلُ إلى 45%، وهي نسبةٌ كبيرةٌ بالنظر إلى مدى تجاهُلِنا لمشاكل النوم التي نعاني منها.

ما هي العلاقة بين النوم والسكري؟

بحسب ِالباحثين، فإن مشاكلَ النوم تمتلك آثاراً بيولوجيةً شديدةً على أجسامنا، من أهمّها زيادةُ هرمونات التوتر والتي ثبُتَ ارتباطُها بزيادةِ مقاومةِ الإنسولين. علماً أن التوترَ بحدّ ذاتِه قد يكونُ سبباً في مشاكلِ النوم، مما يجعلنا ندخلُ في حلقة مفرغة يصعُبُ كسرُها.

جاءت آخرُ الدراساتِ من جامعة هارفارد Harvard، حيث قامَ الدكتور Frank Hu وزملاؤه بتحليل المعلومات التي تم التزوّد بها حول طبيعةِ ومشاكلِ النوم التي عانتْ منها أكثرُ من 133 ألفَ امرأةٍ خلال الفترةِ الممتدةِ بين عامي 2000 و2011. وبعد أخذ العوامل الأخرى التي تزيد من خطرِ الإصابةِ بمرضِ السكري بعين الاعتبار، مثل ارتفاعِ ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم BMI، وُجد أن نسبةَ إصابة النساءِ اللواتي واجهنَ مشكلةَ صعوبةِ النوم أو تأخرَهُ قد زادت بمعدّل 22%.

أما النساءُ اللواتي يعانيْنَ صعوبةَ النومِ إلى جانبِ الشخيرِ المتكررِ وانقطاعِ التنفسِ أثناءَ النوم، أو اللواتي يعملْنَ في المناوبات الليلية ويَنَمْنَ لمدة ستِّ ساعات أو أقل، فقد كُنَّ أكثرَ عرضةً لتطور خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة 400%.

أما بالنسبة للرجال، فقد طُبّقت دراسةٌ على 19 رجلاً يتمتعون بصحةٍ جيدة، حيث اقتصر نومُهم خلال فترةِ التجربة على أربع ساعات ونصف لمدة أربع ليالٍ متتالية. لوحظ بعد انتهاء التجربة انخفاضُ حساسيتهم للإنسولين، وهو مؤشرٌ على استجابة الخلايا لهرمون الإنسولين الذي يعمل على تنظيم السكر في الدم، بالإضافةِ إلى زيادةِ خطر إصابتهم بمرض السكري. الخبر المُفْرِحُ أن جميعَ المؤشرات قد عادت لوضعِها الطبيعيّ بعد ليلتين فقط من النوم الزائد بمعدل تسع ساعات ونصف.

وهذا يؤكد أنه ما من داعٍ للخوف من عدم الحصول على النوم الكافي طالما أن ذلك يحدث بشكل عَرَضي، فالمتاعب تترافق مع النوم المزمن لأقل من 6 ساعات في الليلة الواحدة.

وبشكل عام، يُنصح بالابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل 60–90 دقيقة من موعد النوم، ومحاولةِ الاسترخاءِ سواءً كان ذلك بالتأملِ أو الاستماعِ للموسيقى أو القراءة وذلك من أجلِ تأمين الظروف الملائمة للحصولِ على نوم صحي، فمن شأن هذه العادات أن تجعلك مستعداً للنوم بشكل كامل.

المصدر: هنا

الدراسة الأصلية: هنا