الطب > ‫‏كيف يعمل جسم الإنسان‬؟

الهيكل العظمي - الجمجمة Skull

استمع على ساوندكلاود 🎧

يتألف الرأس من الجمجمة والوجه والفروة والأسنان والدماغ والسحايا وأعضاء الحواس وبعض البنى الدموية واللمفية. في مقالنا هذا سنستكشف الجمجمة الجمجمة هي الصندوق العظمي الذي يعطي شكل الرأس ويدعم بنى الوجه ويشكل التجويف المحيط والحامي للدماغ من الإصابات. هيا بنا نبدأ رحلة الاستكشاف هذه..

لمحة جنينة:

يبدأ تشكل الهيكل العظمي في الأسبوع الثالث من الحمل، وبما أنّ عظام الجمجمة من النوع المسطح فهي تنشأ جنينياً من النسيج الميزانشيمي، ولا تمر بمرحلة غضروفية كالعظام الطويلة، بل يتكثف الميزانشيم ويتعظم ليشكل العظم المسطح.

تشريحياً:

تشكل الجمجمة الهيكل العظمي للرأس وهي مجموعة من 22 عظماً، تقسم إلى مجموعتين:

1- القحف Cranium

2- الوجه Face

أولاً: القحف:

يقسم القحف الى قسمين وهما القبة والقاعدة. ويتكون من 8 عظام عند البالغين تؤلف جداراً عظمياً قاسياً حول الدماغ فيه عدد قليل من الفتحات الصغيرة كمداخل للأوعية والأعصاب.

هذه العظام هي:

• العظمان الجداريان

• العظمان الصدغيان

• العظم الجبهي

• العظم القفوي

• العظم الوتدي

• العظم الغربالي

أ‌. العظم الجبهي Frontal:

يشكل الجزء المسطح منه هيكل الجبهة ويكون العظم الجبهي عند الجنين مكوناً من نصفين يجمعهما درز جبهي ويبقيان منفصلين حتى عمر 6 سنوات تقريباً ثم يلتحمان ليشكلا عظماً واحداً. يتمفصل الجبهي مع 12 عظماً ويشكل الجزء الأملس والمحدب منه ما يسمى صدفة العظم الجبهي. حيث يتمفصل في الأسفل مع عظام الأنف والعظمين الوجنيين والجداريين.

يتميز العظم الجبهي بوجود تبارزين يسميان الحافتين فوق الحجاج توافق كل منهما الحاجب فوق العين في كل جهة. ويحوي من الداخل عدة حفر وانحدارات تتوافق مع شكل جزء الدماغ الذي يسكنه.

ب‌. العظمان الجداريان Parietal:

عظمان يتواجدان على جهتي الجمجمة خلف العظم الجبهي بشكل صفيحة منحنية بأربع زوايا، ويشكلان معاً السطح المحدب للقحف، حيث يلتحمان في المنتصف بواسطة الدرز السهمي ويفصلهما عن الجبهي الدرز الإكليلي.

ج. العظمان الصدغيان Temporal:

يشكلان جانبي وقاعدتي القحف حيث يوجد عظم في كل جهة. توجد فتحة قرب الحافة السفلية الأمامية من العظم تمثل المجرى السمعي الظاهر، حيث في نهايته يستضيف البنى الداخلية لكل أذن. ومن العلائم المميزة للعظم الصدغي الناتئ الخشائي والذي تستند عليه عضلات عدة، ويمكنك بسهولة أنْ تجسه فهو تحدب قاس خلف وأسفل الأذن .

د. العظم القفوي Occipital:

يتمفصل مع الجداريين على طول الدرز اللامي ويشكل الجزء الخلفي من الجمجمة وقاعدتها. في سطحه السفلي فوهة كبيرة تسمى الثقبة العظمى وتمر عبرها ألياف النخاع الشوكي إلى الدماغ. ويشكل العظم القفوي أيضآ جزءاً من المفصل القفوي الفهقي مع الفهقة (أولى فقرات العمود الفقري).

ه. العظم الوتدي Sphenoid:

يقع في مقدمة القحف ويتكون من جزء مركزي وجناحين جانبيين، ويساعد في تكوين قاعدة القحف والحجاجين. يشكل جزء مرتفع منه ما يسمى السرج التركي وهو مسكن الغدة النخامية.

و. العظم الغربالي Ethmoid:

يقع أمام الوتدي على جانبي التجويف الأنفي، يشكل جزءاً من سقف الأنف وتمر عبره الأعصاب المسؤولة عن حاسة الشم كما أنه يشكل جزءاً من قاعدة الجمجمة.

ثانياً: الوجه:

أما عظام الوجه فهي 14 عظماً تدعم عضلات وأجزاء الوجه وهي كالتالي:

• عظم الفك السفلي

• عظما الفك العلوي

• عظم الميكعة

• عظما الأنف

• عظما الوجه

• عظما الحنك

• العظمان الدمعيان

• عظما القرينين الأنفيين

أ‌. الفك السفلي Mandible:

يشبه حدوة الحصان مع فرع صاعد في كل نهاية ويشكل مرتكزاً للعظام الماضغة. نهايته الخلفية تحوي الناتئ الإبري الذي يرتبط به مع العظم الصدغي، ولهذا المفصل أهمية كبيرة كونه المفصل المتحرك الوحيد في الجمجمة وذلك لدوره في عمليات المضغ و الكلام.

ب‌. عظما الفك العلوي Maxilla

عظمان يشكلان البنية الأساسية التي تستند عليها بقية عناصر الوجه، حيث يشكلان سقف الفم وقاعدة جوف الحجاج وجوانب وقاعدة التجويف الأنفي كما أنه يحوي الجيوب التي تتوضع فيها الأسنان العلوية.

ج. الميكعة Vomer:

عظم طويل مسطح يتصل مع العظم الغربالي ليشكل حاجز الأنف.

د. العظمان الأنفيان Nasal:

عظمان يشكلان معاً جسر الأنف الذي يرتبط بنسيج غضروفي، وهو غالباً المسؤول عن شكل الأنف.

ه. العظم الدمعي Lacrimal:

عظم مزدوج رقيق يقع على الجدار الداخلي لكل جوف حجاجي وفيه ميزابة صغيرة تصل جوف الحجاج مع جوف الأنف وهي تنقل الدمع من العين إلى الأنف وهذا هو سبب سيلان الأنف بعد البكاء.

و. العظم الوجني Zygomatic:

يقع أسفل العين و يشكل جزءاً من الحجاج، يمتد منه تبارز يتلاقى مع تبارز آخر من العظم الصدغي ويشكلان معاً القوس الوجنية.

ثالثا: الأسنان Teeth:

تقع داخل التجويف الفموي ويتمثل دورها في مضغ الطعام كما أنها تعطي شكلاً للوجه والفم ولها دور في الكلام، ويبلغ عددها 32 عند البالغين.

دور الجمجمة:

• تشكل الجمجمة بعظامها المسطحة مصدراً لاصطناع كريات الدم الحمراء حيث يبدأ الاصطناع في نقي العظام في الفترات الأخيرة من الحمل ثم يتابع مدى الحياة.

• تحوي بعض عظام الجمجمة مساحات داخلية مجوفة ضمن العظم مملوءة بالهواء تعرف باسم الجيوب Sinuses ومنها:

- الجيب الجبهي: فوق العين.

- الجيب الغربالي: جزء من الجيوب بجانب الأنف تساعد في تنقية الهواء الداخل إلى تجويف الأنف.

- جيب الفك العلوي: هو أكبر الجيوب المملوءة بالهواء التي تمتد في أرض الحجاجين حتى جذور الأسنان العلوية.

• ترتكز على عظام الجمجمة عضلات الرأس التي تسمح بحركات هامة كالمضغ والبلع والكلام وهي مسؤولة عن إحداث تعابير الوجه المتنوعة.

وتتمفصل عظام الجمجمة مع بعضها بمفاصل ثابتة تسمى الدروز تمنع الحركة المفصلية تماماً فيما عدا مفصل الفك السفلي، وأهم هذه الدروز:

- الدرز الإكليلي: يفصل بين العظم الجبهي والعظمين الجداريين.

-الدرز اللامي: في الجزء العلوي الخلفي من الجمجمة يفصل بين الجداريين والقفوي.

- الدرز السهمي: هو مكان التحام العظمين الجداريين في أعلى الرأس، ويتصل مع الدرز الإكليلي.

لا تكون الدروز ملتحمة هكذا منذ البداية، فعندما يولد الطفل تكون هذه المفاصل غشائية ليفية مشكلة منطقة تدعى اليوافيخ Fontanelle، ثم بعد البلوغ تلتحم بشكل تام لتزيد القوة والحماية للدماغ.

إذاً ما الغاية من كونها غشائية في البداية؟ يسمح عدم الالتحام ببعض الحركة لتكون الجمجمة قابلة للانضغاط جزئياً وتغيير شكلها قليلاً مما يمكن جمجمة الجنين (وهي أكبر أجزائه) من المرور ضمن قناة الولادة، وكي تسمح بتوسع الجمجمة لتتناسب مع نمو الدماغ قبل فترة البلوغ.

بعد عمر معين تنغلق هذه اليوافيخ إذ تتعظم وتنغلق وتتشكل الدروز. أهم هذه اليوافيخ :

-اليافوخ الأمامي: يبقى مجسوساً حتى عمر 9-16 شهراً، ويتوضع في مكان التقاء الدرز السهمي مع الإكليلي أي مكان التقاء العظم الجبهي مع الجداريين.

-اليافوخ الخلفي: ينغلق عادة بعمر 2-4 أشهر، ويتوضع في مكان التقاء الدرز السهمي مع اللامي، أي بين العظم القفوي والجداريين.

إذا انغلقت اليوافيخ باكراً كما في حالات تعظم الدروز الباكر، فلن تسمح للدماغ بالنمو بشكل طبيعي مما يتطلب إجراءات جراحية عاجلة لإصلاحه قبل أنْ يتأذى الدماغ أو يتأثر نمو الجمجمة فيتغير شكلها المتناسق، أما بحال تأخر الانغلاق فذلك سيؤدي لكبر حجم الجمجمة ومشاكل أخرى.

يبقى أنْ نذكر أنّ شكل الجمجمة بيضوي والاختلافات بين الذكر والأنثى قليلة جداً وصعبة الملاحظة، منها أنّ عظام جمجمة الذكر أثخن والناتئ الجبهي الحجاجي أكثر بروزاً عند الذكر منه عند الأنثى.

وللاطّلاع على المقال الأول في سلسلة كيف يعمل جسم الإنسان اتبع الرابط التالي:

هنا

المصدر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا