التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

جراحة نقل الجنس Gender Reassignment Surgery

استمع على ساوندكلاود 🎧

ومضة:

" شعورٌ كأنَّ رجلًا عالقٌ في جسدِ امرأة أو أنَّ امرأةً سجينةٌ في جسدِ رجلٍ!" تعبيرٌ قد يستخدمه هؤلاء الذين يعانون اضطرابات الهويّة الجنسيّة Gender Identity Disorders التي عادةً ما تُلاحظ في مرحلة الطفولة، لكنّها قد تبدأ في أيِّ مرحلةٍ عمريّة.

تعريفٌ مُبَسَّط:

يمكن تعريف اضطراباتِ الهويةِ الجنسيةِ تعريفا مبسَّطا أنها حالةٌ يختبر فيها المرء مشاعرَ من عدم التوافق بينَ حالِته الجسمانيّة وإدراكه الذاتيِّ لها. " أشعر كأنَّني وُلدت بالجسم الخطأ"؛ أي إنَّ المشكلة ليست مرتبطةً بالتشريحِ أو الميولِ الجنسي وإنما بالاعترافِ الذاتي بالهويّة الجنسيّة للفرد، وبِهذه الأعراض يُعرَّفُ المُصابُ عادةً بالمغاير أو المخالف الهوية الجنسيّة transgender. وقد سبق أن تناولنا في مقالاتنا الهويَّة الجنسيّة واضطراباتها ويمكنكم العودة إلى الروابط الآتية للاطلاع عليها: هنا

هنا

ما هيَ الخياراتُ أمامَ مغاير الهوية الجنسية؟

عندما يحدثُ عدمُ التوافق بينَ الجسد والهويَّة الجنسيّة يُصبحُ المرءُ أمام واحدٍ من خيارَين، فإمّا أن يجعل عقله يتكيّف مع حالة جسده وهذا ما يفعله كثيرون، وإمَّا أن يُطلق العنان لمشاعرهِ الداخليّة ويسعى على العيش وفقًا للهوية الجنسيّة التي تحتبس في أعماقه، ويكون ذلك عن طريق عملية " الانتقال" Transitioning. ولهذه العملية شقّان، الأوّل: اجتماعيّ كتغيير الاسم وارتداء ملابس جديدة توافق الجنس المرغوب. أمَّا الجانب الطبي فيتضمَّن العلاج الهرمونيّ والجراحي، ووفقًا لاحتياجات الفرد ورغباته فقد يشمل الانتقال واحدا من الشقين السابقين أو كليهما معا.

بعد تأكيد تشخيص حالة اضطراب الهوية الجنسيّة وعند توفُّر الرغبة في العلاج فإنّ قرار إجراءِ أيِّ تدخُّلٍ جراحيٍّ مهما كانت طبيعتُه يبقى بين آخر الخيارات العلاجية. عادةً ما تبدأ رحلةُ حلِّ هذه المشكلة بالمعالجة النفسية وذلك للتأكد من استعداد الشخص للخضوع للعلاج مهما كانت طبيعته.

إضافةً إلى ذلك يُلجأ قبل اتخاذ أيِّ قرارٍ للتدخل الجراحيّ إلى العلاج الهرموني الذي يعمل على تعديل الصفات الجنسية الثانوية كتوزّع الأشعار ونموِّ الثديين، وذلك من خلال تغيير التوازن الهرمونيّ لصالحِ الهرمونات الموافقة للجنسِ المُبتغى. علماً أنَّ هذا العلاج ذو تأثيرٍ يفوق مجرّدَ تبديل المظهرالخارجيّ؛ إذ تبيَّن أنّه قادرٌ على تخفيف الكثير من المشاعر التي ترافق اضطراب الهوية الجنسية (كالقلق والاكتئاب). عادةً ما يستمر هذا النوع من العلاج لمدّة سنةٍ على الأقلّ، علماً أنّه لا يصلُ إلى نتائجه العظمى إلا بعد مضيِّ سنتين. وقد يُستخدمُ مع هذا العلاج ما يعرف بتجربَة حياة الواقع؛ وهي اختبارُ الحياة علنيّا بالجنس الجديد وذلك لمساعدة الفرد على التكيُّف نفسيّاً وجسديّاً وعاطفيّا.

أمَّا الخيارات الجراحية فهي تتضمَّنُ أنواعاً مختلفةً من العمليات، تتدرَّج بين البسيطة منها وصولاً إلى الأشكال الأكثر تعقيداً.

أولاً: في حالة الانتقال من أنثى إلى ذكر تتضمن العمليات الوارد إجراؤها:

استئصال الثدي ثنائيّ الجانب.

الاستئصال التامّ للرحم.

إعادة بناء الأعضاء التناسلية الخارجية: تصنيعُ القضيب، وتطويلُ الإحليل، وتصنيعُ الصفن.

إغلاقُ القناة المهبلية.

وقد يُضاف لما سبق استخدام طعمٍ قضيبيٍّ وخصيويّ.

هذا وإن لتصنيع العضو الذكري العديدُ من التقنيّات الجراحيّة التي تعتمدُ عموماً على استخدام شريحةٍ جلديّةٍ من منطقة البطن أو الفخذ أو الساعد. تتضمّن هذه الشريحة مختلفَ المكوِّنات التشريحيّة اللازمة لبناءِ قضيبٍ وظيفيٍّ من ألياف عصبيّةِ وأوعيةٍ دمويّة.  يُطوَّل الإحليل باستخدام الطبقة المخاطيّة الموجودة ما بين الشفرين الصغيرين، وأمّا تصنيعُ الصفن فيُجرَى باستخدام شرائح جلديّة من الشفر الكبير.

أمّا في حالة الانتقال من ذكرٍ إلى أنثى فيمكنُ إجراء الآتي:

زرعُ الثديين.

عمليات تجميلية لتأنيثِ معالم الوجه والجسم.

تصنيعُ البظر.

تصنيعُ الأشفار من جلد الصَّفن.

استئصالُ الخصيتين، والبروستات.

إعادةُ تصنيع الإحليل.

تصنيعُ القناة المهبليّة من القضيب أو من طعمٍ قولونيِّ المنشأ.

تُعدُّ تقنية انقلابِ القضيب من أفضلِ الوسائل لتصنيعِ المهبل؛ إذ يُجرى فيها أولاً استئصالُ الخصيتين، ثمَّ تُكشَف المكونات التشريحيةُ للقضيب ويُستأصلُ منها على نحوٍ كاملٍ الجسمان الكهفيان. تُستخدم الحشفة لتصنيع القلنسوة البظرية، يلي ذلكَ تشكيلُ شرائحَ من جلدِ القضيب المقلوب لتصنيعِ المهبل، ويشاركُ الإحليل في تصنيع الجزءِ المخاطيّ من القناة المهبلية، وأخيراً تصنّع الأشفار والبظرُ ممَّا تبقّى من جلد القضيب وكيسِ الصَّفن.

وبالطبع لا تتطابقُ أشكالُ التداخلات الجراحيّة المجراةُ لدى جميع المرضى، فاختيار العملية المناسبة للمريض يُبنى على نحوٍ فرديٍّ وبالتشاور مع الطبيب المعالج.

لا بدَّ من الإشارة إلى كَونِ هذا النوع من العمليات الجراحية غيرَ مُصنَّفٍ مع العمليات التجميلية أو الانتقائية وإنّما هو حاجةٌ طبّيةٌ لعلاج اضطرابات الهوية الجنسية غير المستجيبة إلى العلاجات النفسية والهرمونية.

وفي أي تداخلٍ جراحي توجد العديد من الاختلاطات الوارد حدوثُها، ففي حالة نقل الجنس من ذكر إلى أنثى قد يتطور:

تموّت الجلد، خاصةً ذلك التابعُ للقضيب والصفن والمستخدمُ لتصنيع المهبل والفرج.

تضيُّق الإحليل معيقاً جريان البول.

تشكُّل النواسير(اتصالات غير طبيعية) ما بين كلٍّ من المثانة أو الأمعاء والمهبل.

في المقابل تتمثل الاختلاطات الآتية لعملية الانتقال من أنثى إلى ذكر:

تضيّق، وانسداد، أو تشكل نواسير في السبيل البوليّ.

تموّت النسيج التابع للقضيب حديثُ التصنيع.

هذا وإنّ عملياتِ الانتقال من أنثى إلى ذكر أقلُّ شيوعاً من تلك التي يُجرى فيها تحويل الذكر إلى أنثى، وذلك لكون الأخيرةِ أكثرَ نجاحاً غالباً. إذ يعود السّبب في ارتفاع معدلات فشل الانتقال إلى ذكرٍ إلى عدمِ التمكُّن من تصنيع القضيب قبل مضيِّ سنةٍ على الأقل من استئصال الأعضاءِ التناسليّة الأنثويّة، ومن الصعب الحصولُ على قضيبٍ وظيفيٍّ انطلاقاً من النسيج البظريّ clitoral tissue محدود الكميّة. ولكن على الرغم من كون التحوّل إلى أنثى أكثرَ سهولةً لكنَّ نمطَ الحياة الناتج قد يكون أكثر تعقيداً، وذلك قد يُعزى لطبيعةِ الأحكام والنظرة الاجتماعية تجاه الرجل والمرأة التي لا تزال للأسف موجودةً في جميع المجتمعات؛ إذ يُنظر إلى الرجل بوصفه إنسانا مُؤهلا حتّى يثبت العكس، بينما تُعدُّ المرأةُ عاجزةً حتّى تُظهرَ العكس. أي أنَّ من سيخضعُ لعمليّةٍ مماثلةٍ عليه أن يُدركَ أنَّ المجتمعَ يربطُ بين كفاءة الشخص وجنسِه، وهي تجربةٌ قد لا تناسبُه في الكثير من الأحيان!!

المصادر :

هنا

هنا-

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا