الفنون البصرية > فلكلوريات

مذكرة الموت، كتب الموت في الأساطير العالمية

استمع على ساوندكلاود 🎧

لايزال الفلكلور -إلى جانب الأساطير- يؤكدُ على عظمته وتأثيره الأزلي، والدليل على ذلك اعتماد أغلب الكُتّاب الحاليين على الفلكلور والأساطير القديمة في كتاباتهم الحديثة.

ويتجلى ذلك في الكثير من الأعمال، بل ويمكننا أنْ نراه على نحو كبير بأحد مسلسلات الأنمي اليابانية للكاتب Tsugumi Ohba، ويُدعى بـ"مذكرة الموت".

تدور أحداث القصة بإلقاء أحد أرباب الموت -أو كما في اليابانية "الشينغامي" Shinigami- والمدعوّ ب"ريوك" مذكرة الموت خاصته إلى عالَم الأحياء بسبب ضجره ورغبته ببعض التسلية، فيجدها أحد طلبة المدرسة الذي بدوره يحاول استخدام مذكرة الموت لتحقيق العدالة في العالَم بحسب وجهة نظره، فيواجه العديد من المصاعب لتحقيق هدفه.

إنَّ آلية استخدام هذه المذكرة الخارقة للطبيعة ليست بمعقَّدة، فحامل المذكرة يستطيع قتل أي شخص ما دام يعرف وجهه (أي كيف يبدو هذا الشخص) واسمه، حينها ما إنْ يُكتبُ اسم الشخص حتى يموت بنفس التوقيت والطريقة التي يودها حامل المذكرة.

ووفقًا للأساطيـر اليابانية فالشنيغامي هم آلهةُ الموت، وهم مسؤولون عن ضمان موت الشخص في وقته المحدد وإرشاده إلى العالَم الآخَر، ولكنْ لا يُقدِم الشِنغامي بالقتل أو أي عمل عنيف تجاه أي شخص، وكأغلب الأرواح المتعلقة بالموت، فالمعروف عن الشنغامي أنّها مظلمة وخبيثة، ولا يمكن أنْ تُرى إلّا من قِبل من كان موتهم وشيكًا، ويُعد "ريوك" الممثل الحديث للشنغامي في المسلسل الشهير "مذكرة الموت".

وعلى الرّغم من غرابة فكرة "مذكرة الموت" ولكنها لم تكن موجودة في الأساطير والفلكلور الياباني وحسب، بل هناك جذورٌ لها في حضارات أُخرى كالفرعونية والصينية؛ ففي الحضارة الفرعونية وُجِدَ كتاب يسمى "كِتاب الموت"The Book of the Dead وهو مجموعة من النصوص القديمة التي تتضمن التعاويذ والصيغ السحرية الذي يصور حال الميت ورحلته في العالم الآخر، وقد وضع الفراعنة هذا الكتاب في المقابر ويُعتَقد بأن وظيفتها حماية ومساعدة الميت في العالم الآخر.

أمَّا في الحضارة الصينية، فقد وُجد "كتابُ التيبت في الموت" Tibetan Book of the Dead والذي يحمل ذات الفكرة. فهناك إذن ما يشابه فكرة المسلسل المُعتَمدة في حضارات متعدّدة.

الغريب في الأمر أَنَّ فكرة "مذكرة الموت" تسببت بضجة كبيرة في اليابان؛ إذ دفعت الكثير من الشبان إلى شراء مُذكَّرةٍ للموت خاصتهم لاستخدامها ضدّ من يكرهون، وبَعد فترة ليست بكبيرة بدأَ الشبان في الصين بفعل الأمر نفسه فسرعان ما حُظِر على الصعيد الوطني وذلك للقضاء على ظاهرة الرغبة في القتل والموت.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا