العمارة والتشييد > جائزة الآغا خان المعمارية

سلسلة جائزة الآغا خان المعمارية (ج4) مركز السلام لجراحة القلب

تُعَدُّ جائزة الآغا خان المعمارية من أهم الجوائز في المجال وأكثرها تميُّزاً، تبلغ قيمة الجائزة مليون دولار ويركّز القائمون عليها على اختيار المشاريع التي تلبّي حاجات المجتمع وخاصة في الدول النامية.

السلسلة ستتضمن المشاريع الفائزة لعام 2013، اليوم المقال الرابع:


مركز السلام لجراحة القلب


المهندسون المعماريون : مكتب Studio Tam associate

الموقع : سوبا (الخرطوم)، السودان.

فريق المشروع : راوول بانتاليو، سيمون سفريسو، ماسيمور ليبور، سيبستيانو كريشني، بيترو بارينو و جينو سترادا.

العام: 2007

سعة المشروع: 63 سرير.

______

يعتمد تصميم مركز السلام لجراحة القلب ثلاثة مبادئ توجيهية:

- فكرة الفضاء "التجويف" والنظام القائم على فكرة الأجنحة.

- اختيار أفضل تكنولوجيا ممكنة.

- البحث عن لغة أخلاقية لهذا النوع من الهندسة المعمارية.

الفضاء "التجويف":

تمّ تطوير المشفى حول مساحة فارغة وهي مشغولة عمليّاً بشكلٍ مثالي بشجرتَي مانجو هائلتَين موجودتَين في وسط الموقع. وخُلقت مسارات هذا الفضاء الرمزي حول المباني.

تماشياً مع هياكل السكن التقليدية، تمّ تكوين المشفى حول فضاءٍ أجوف ممّا منحه زوايا ووجهات نظر وأحاسيس تتغيّر دائماً وعلى رتابة دائمة.

صُمِّم مبنى المشفى ليحتضن الباحة الدّاخلية بشكل جناح. ويعمل انخفاض الارتفاعات كمصدر وحي للمرضى وفريق المشفى حيث يعكس شعور "المعايشة" الموجود في الكثير من التفاصيل والّذي يطمح للحد من فكرة البقاء في المشفى.

تطمح فلسفة الإنشاء إلى خلْق مساحةٍ مريحةٍ حيث يشعر المريض بكمال أهلية المواضيع مع الحق ببعض الاحترام المفقود والشعور بأنّه أكثر من مجرد كائنات للرعاية.

يحاول تصميم الهيكل تخفيف الإحساس بمشاعر الفقد والبعد عن المنزل الموجودة في المستشفيات عادة، و العمل على تشجيع التقارب بين الناس والأماكن.

أفضل تكنولوجيا ممكنة:


غالباً ما تتجاور درجة الحرارة 40 درجة مئوية في السودان لفتراتٍ طويلةٍ من الزّمن وقد تتجاوزُ أحياناً 50 درجة مئوية، بالإضافة لوجود الغبار الناعم النّاتج عن الرياح الصحراوية القوية.كان ذلك سبباً لإجراء دراسةٍ متعمّقةٍ لاختيار نوع تقنيات العزل والتبريد وتنقية الهواء. إذ تعمل هذه التقنيات على الحدِّ من استهلاك الطاقة في المشفى وبنفس الوقت ضمان أقصى مستويات من الراحة.

استنادا لمبدأ التخفيف السلبي، كانت إحدى أولى التدابير المتَّخَذة بناءُ جدارٍ عالي الأداء مكوَّن من طبقتين من الطوب مفصولتَين تضمُّ تجويف هواءٍ عازل، مع نوافذ صغيرة تُغلَق عن طريق ألواحٍ زجاجيّةٍ عاليةِ الأداء تعطي انبعاثاتٍ منخفضة.

استُخدمت أيضاً الشجيرات والأشجار لحماية المباني من الحرارة والتّخفيف من تأثير المناخ القاسي. وكانت من أهم التطبيقات العملية والجمالية المستخدَمة الأسقف المصنوعة من القش والّتي خُصِّصت لمسارات ومناطق الراحة، واستوحيَت هذه الفكرة من الطريقة التقليدية لبناء الأسرة.

قلّص استخدامُ التدابير المذكورة إلى حدٍّ كبير الحاجةَ لاعتمادِ تقنيات التبريد الّتي تستهلك الطاقة، بل إنّها في الواقع أكثرُ كفاءةً من حيث الموارد المتاحة محلّياً كمياه النيل والطّاقة الشمسية الّتي تجمعها 1000م2 من الألواح الشمسية وبالتالي استخدامُها بشكل أكثر كفاءة لتبريد كمّياتٍ أكبرَ من الهواء اللازم لكامل المبنى.

تمّ التوصُّلُ أيضاً إلى حلولٍ ميكانيكيةٍ بسيطة حيث صُمِّمت مجموعة من الأنفاق أشبه بالمتاهة يمرُّ الهواءُ عبرها قبل الوصول إلى مكيّفات الهواء وبذلك يسمح تأثير الهواء على جدران الأنفاق بالتبريد، إضافةً لتحوُّل الرّمال إلى رواسب من خلال تقليل سرعته.

لغة أخلاقية:


من المهم في تصميم المستشفى تصوُّر توجُّه يؤمّن التمثيل الأفضل للفلسفة التي يقوم عليها. وكما ذُكر سابقاً، فإنّ كلُّ تفصيلةٍ من تفاصيل المبنى تهدفُ لجعل المرضى والموظَّفين يشعرون بأنّهم في المنزل وتهدف قبل كلِّ شيءٍ إلى تسليط الضّوء على القيم الأساسية للرعاية والحفاظ على الحياة، لذا كانت تفاصيلُ المبنى هي الوجه الذي يمثّل هذه القيم. وسيضعُ ذلك كل من يقيم في المشفى من مرضى وطاقمٍ طبي من أيِّ جنسٍ أو عرقٍ أو لونٍ أو معتقَد معاً تحت سقفٍ واحدٍ مشتركين بالقيم الأساسية من معاشرة وكرم الضيافة.


المصدر: www.archdaily.com/19061/

مصدر الصورة: هنا