الفنون البصرية > أساطير الشعوب

محاولة هروب الآلهة من القدر

استمع على ساوندكلاود 🎧

يُحكى أن أول حاكم للكون أورانس كان كارهاً لذريته وأبقى ال CYCLOPES والـ HECATONCHEIRES أولاد زوجته غايا “Gaia” مسجونين في غياهب الأرض. دفعت هذه القسوة الأم غايا إلى تشجيع الـ Titans ليثوروا ضد والدهم. ونجحوا في الإطاحة بحكمه ولكن الحاكم الجديد للكون كرونوس Corons لم يكن عادلاً. فقد أبقى أخوته سجناء الأعماق المظلمة ذاتها. تتالت ثورات السلالات إلى أن تنبأ كلٌ من غايا وأورانوس بانتهاء حكم كرونوس على يد أحد أبناءه.

فور سماعه للنبوءة وكمحاولة للهروب من القدر، عمل كرونس على ابتلاع أولاده فور ولادتهم. فكانت عملية الابتلاع هذه ليست إلا وسيلة لمحاولة الوقوف في وجه تلك النبوءة. فقام ببلع "ديميتر" و"هيرا" و"هاديس" و"بوسيدون" وهذا الحال أغضب زوجته ريا Rhea”" ودفعها عند حبلها بـ "زيوس" لخداع حاكم العالم أجمع، زوجها "كرونس". فعندما حان موعد ولادتها، قامت "ريا" بالذهاب إلى جزيرة "كريت" وأنجبت في كهف يدعى "ديكت". ومن ثم قامت بلف صخرة واعطائها لزوجها على أنها المولود الجديد ليبتلعه، وبالفعل خُدِع "كرونس" وابتلع الصخرة ظناً منه أنها مولوده الجديد، زيوس.

قامت الحوريات بتربية الإله اليافع (تقول بعض النسخ أن إلهة كوكب الأرض "جايا" هي من قامت بتربيته) في حين قامت حورية تدعى أملثيا (Amaltheia) بإرضاعه (تقول روايات أخرى للأسطورة أنها كانت عنزة) ووضعه في مهدٍ على شجرة لكي لايُعرف له أثر لا في الأرض ولا في الجنة ولا في البحار. أمّا شباب الـ "كوريتس" فقد قاموا بحراسته بإصدار الضجيج لمنع "كرونوس" من سماع بكاء "زيوس" الرضيع واكتشاف أمره.

عندما شبَّ "زيوس" وأصبح قادراً على مجابهة أبيه˛ طلبَ العون من "ميتيس"، إلهة الحكمة لاحقاً وزوجة زيوس الأولى حسب بعض الروايات. وبالفعل ساعدته، فهي التي وضعت لـ "كرونوس" جرعة أجبرته على التقيؤ، فتقيء الصخرة أولاً ومن ثم إخوة "زيوس". وليتزوج بعدها "زيوس" من أخته "هيرا".

فبتشجيع من غايا إلهة كوكب الأرض، قام الـ Titans˛ وهم أخوة وأخوات كرونوس الخارجين عن القانون˛ بمحاربة آلهة جبل الأولمبس بهدف الاستيلاء على الحكم. فقامت حرب دعيت بصراع الجبابرة أو الآلهة "Titanomachy" لمدة 10 سنوات بين التياتز والأولمبس. حيث قاتل الجبابرة أجمعين ضد زيوس والآلهة ماعدا اثنين أحدهما بروموثيوس الذي قاتل جنباً إلى جنب مع الأولمبس وندم على اختياره لاحقاً.

قاتل جبابرة الـتيتان من جبل "أوثريز" بينما قاتلت الآلهة من جبل "الأولمبس". ولكن بعد حربٍ دامت 10 سنوات، تنبأت "جايا" بنصر "زيوس" الذي استطاع تحرير المعتقلين "سايكلوبس" و"هيكنتشايريز" طالباً منهم الحلف. فأعطى "سايكلوبس" البرق والرعد إلى "زيوس"˛ وخوذة إلى "هاديس"˛ ورمح ثلاثي الرؤوس إلى "بوسيدون".

وفي أثناء الحرب الكبرى هذه، هاج البحر بشكل رهيب وتزُلزِلت الأرض بصوت عالي وارتعدت السماء وترنّح جبل الأولمبس من مكانه. فقد حمل "هيكنتشايريز" صخوراً ضخمة ووقف "زيوس" ببرقه ورعده ضد الجبابرة. قذف "زيوس" برعده فاحترقت الأرض وتأججت بالنيران˛ فغلت الجداول وأحاط البخار الساخن الجبابرة وأعمى البرق عيونهم والذي بالنهاية أدى إلى نصر "زيوس" وهزيمة الجبابرة الذين تم تقييدهم وإرسالهم إلى أعماق الأرض.

وبعد النصر توزّع حكم العالم، فآل حكم السماء إلى "زيوس"˛ أمّا البحر فكان من نصيب "بوسيدون". في حين آلَ العالم السفلي لـِ"هاديس" أما "هيكنتشايريز" فقد عُيّن حارساً لهم وزوجّه بوسيدون ابنته "كيموبوليا".

على الرغم من زواج "زيوس" بـ "ميتيس" أولاً وبـ "هيرا" ثانياً، إلا أنه اشتهر بعلاقاته وكثرة سلالته فكان لديه العديد من الأولاد. واستمر "زيوس" بالحكم وبحياته المليئة بالعلاقات الغير شرعية إلى أن تنبأت له "جايا" بولد له يطيح بحكمه. فما كان بزيوس إلا أن يحذو حذو أبيه بابتلاع أولاده.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا