الكيمياء والصيدلة > صيدلة

هل تسبب لك أدويتك اليومية فقدان الذاكرة؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

غالباً ما يُفسَّر فقدان الذّاكرة على أنّه علامةٌ من علامات التقدُّم بالعمر، أو نتيجة إساءة استخدام مادّةٍ ما، أو عرضٌ لأحد الحالات الصحية كمرض الزهايمر.

ما لا يعرفه الكثيرون هو أنَّ نوبات النّسيان قد تكون عبارة عن آثارٍ جانبيّةٍ لأدويةٍ شائعة الاستخدام. ووفقاً لـ Dr. Armon B. Neel الصيدلاني المتخصّص في حالات الشيخوخة والعامل مع التجمع الأمريكي للأشخاص المتقاعدين :AARP يعلم العلماء الآن أنّه مع التقدم بالعمر يصبح فقدان الذاكرة أمراً لا مفرَّ منه بأي حالٍ من الأحوال". ويضيف: "يستطيع الدّماغ في الواقع أن ينشئ خلايا دماغيّة جديدة ويعيد تشكيل روابطها طوال الحياة".

وقد قام Dr. Armon B. Neel بوضع قائمةٍ بالأدوية التي تسبّب النّسيان عند بعض المرضى بهدف توعية العامَّة للآثار الجانبيّة الضّارّة بالصّحة والمجهولة لبعض العلاجات، وتضمّنت هذه القائمة:

-مضادّات القلق (البنزوديازيبينات)

ومن أمثلتها: البرازولام (زاناكس)، كلورديازيپوكسايد (ليبريوم)، كلونازيپام (كلونوپين)، ديازيپام (ڤاليوم)، فلورازيپام (دالمين)، لورازيپام (آتيفان)

تُوصَف هذه الأدوية عادةً لمحاربة اضطرابات القلق، والهيجان، وتشنّج العضلات، والهذيان. لكنها تستطيع التدّخل بعملية نقل المعلومات من الذّاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى عن طريقِ تثبيط مناطقَ مفتاحيّةٍ معيّنةٍ في الدّماغ. إذ يستعمل أطبّاء التّخدير البنزوديازيبينات عادةً لهذا السبب. وفي سبيل تجنّب هذه الآثار الجانبيّة ينصح الصّيادلة باتّباع خططٍ علاجيّةٍ محدودة لمدة قصيرة من الوقت. أمّا إذا كنت تعاني من اختلاطٍ معين ناجم عن القلق كالأرق، فقد تشكّل علاجاتٌ أخرى خياراً أفضل للعلاج.

-أدوية الكوليسترول (الستاتينات)

مثل: أتورڤاستاتين (ليبيتور)، فلوڤاستاتين (ليسكول)، لوڤاستاتين (ميڤاكور)، پراڤاستاتين (پراڤاكول)، رزوڤاستاتين (كريستور)، سيمڤاستاتين (زوكور).

تعمل الستاتينات على خفص مستويات الكوليسترول في الدم، لكنها من الممكن أن تخفض مستوياته في الدماغ كذلك، ما يسبب في هذه الحالة تدهورَ التّرابطِ بين الخلايا العصبيّة. وبناءً على ذلك فإنّ تناول مزيج من الفيتامينات لمعالجة الارتفاع الطّفيف للكوليسترول يعدّ خياراً أفضل من الستاتينات مالم يتم تشخيص مرضٍ في الشّرايين التّاجيّة.

(قم بمراجعة طبيبك لمناقشة تناول مزيج من فيتامين B12 وحمض الفوليك وفيتامين B6 على شكل حبة تحت اللسان)

-مضادّات الاكتئاب (مضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقة)

مثل: أميتريپتيلين (إيلاڤيل)، كلوميپرامين (أنافرانيل)، ديسيپرامين (نورپرامين)، دوكسيپين (ساينيكوان)، إيميپرامين (توفرانيل).

تستعمل هذه الأدوية في علاج العديد من المضاعفات النفسيّة بالإضافة إلى الاكتئاب وتشمل: اضطرابات الطّعام، والألم المزمن، واضطراب الوسواس القهري. غير أنّ أكثر من ثلث البالغين ممّن يتناولون هذه الأدوية سُجِّلت لديهم حالاتٌ من هجمات فقدان الذّاكرة كما يشكو نصفهم من صعوبة في التّركيز.

ولتجنّب ذلك، قد يكون من المفيد التّحدّث إلى مقدّم الرّعاية الصّحيّة بشأن العلاجات غيرِ الدّوائيّة. وفي حال عدم فاعليّتها فقد يُستعمل الفينلافاكسين (إيفيكسور) إذ يعتقد البعض بأنّه يملك التّأثيرَ الجانبيَّ الأقلّ على الذّاكرة.

-أدوية ارتفاع الضغط (حاصرات بيتا)

مثل: أتينولول (تينورمين)، كارڤيديلول (كوريج)، ميتوپرولول (لوپريسور، توپرول)، پروپرانولول (إندرال)، سوتالول (بيتاپيس)، تيمولول (تيموپتيك).

تستعمل حاصرات بيتا لإبطاء معدّل ضربات القلب وخفضِ ضغط الدّم. لكنها ولسوء الحظ تسبّب أيضاً حصرَ نواقل كيميائية أساسيّة كالنورإيپينيفرين و الإيپينيفرين (النورأدرينالين والأدرينالين) ممّا يتسبّب بمشاكل بالذّاكرة. يجدر بالذّكر هنا إلى أنّه غالباً ما تعتبر حاصرات قنوات الكالسيوم من فئة البنزوتيازيبينات أكثرَ أماناً و فعاليّةً من حاصرات بيتا.

-الأدوية المساعدة على النّوم (المنوّمات المركّنة غير البنزوديازيبينية)

مثل: إيسوپيكلون (لونيستا)، زيلپلون (سوناتا)، زولپيديم (آمبيان)

قد تساعد هذه العلاجات على النوم، لكن كما في حالة الأدوية المضادّة للقلق فإن آلية تأثيرها تحدُّ من التفاعل بين الذاكرتين قصيرة وطويلة المدى.

وينوه Dr. Neel إلى وجودِ بدائلَ دوائيةٍ وغير دوائية لعلاج الأرق والقلق، لذا يتوجب التحدث مع أخصائي العلاج حول الخيارات الملائمة. فيساهم الميلاتونين على سبيل المثال أحياناً عند تناوله بجرعة ٣-١٠ ملغ قبل موعد النّوم بإعادة بناء نمط نومٍ صحيّ، كذلك فإنّه من الممكن أن يتسبّب الانقطاعُ المفاجىءُ آثاراً جانبيّةً حقيقيّةً. لذلك يجب أن يراقب أخصائي الرعاية الصحية عملية تناوله.

ختاماً، يجب الإشارة إلى أهمية استشارة مقدّمي الرعاية الصحية قبلَ إجراء أية تعديلات على العلاجات الدوائية الموصوفة لك سابقاً لتجنب حوادث صحية قد تكون أخطر من الحالة المرضية التي يتم علاجها أصلاً.

المصدر:

هنا