الهندسة والآليات > اسألوا مهندسي الباحثون السوريون

هل يمكن أن تتداخل أمواج الدماغ مع أمواج الراديو؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

الأمواج الراديويةِ والدِّماغية هي شكلٌ من الإشعاعِ الكهرومغناطيسي (أمواجٌ من الطاقة تنتشرُ بسرعة الضوء). يكمن الفرقُ بين أمواج الدِّماغ وأمواج الراديو والأمواجِ الكهرومغناطيسية الأخرى (كالضوء المرئي هنا والأشعة السينية وأشعة غاما) ،في التردُّد الذي تنتشرُ به هذه الأمواج في الوسط المحيط خلالَ أجزاءٍ من الثانية.

تنتشرُ أمواجُ الراديو التي تتضمَّن أمواجَ الراديو وإشاراتِ بثٍّ طبيعيةٍ أُخرى على نفس التردد (بين 50 وحتى 1000 ميغا هرتز)، أي ما يعادل من 50 مليون وحتى مليارِ ذبذبةٍ (هزة) بالثانيةِ الواحدة. وفي الطَّرف المُقابل أيضاً يُرسل الدماغ البشري أمواجاً عندما يُركِّز الإنسان انتباهه على شيءٍ معين أو عندما يتذكَّر أمراً ما. هذا النشاط الذي يحرقُ الآلاف من الخلايا العصبية وبشكٍل مُتزامن على نفس تردُّد توليد الموجة ولكن بمعدَّلٍ يُقارب من 10 حتى 100 دورة بالثانية الواحدة.

لمعرفة المزيد عن:

الأشعّة الكهرومغناطيسية. 1-مقدمة في الأشعّة الكهرومغناطيسية هنا

الأشعة الكهرومغناطيسية 2-الأمواج الراديوية هنا

يحدث التداخل عندما تصطدم موجتين من نفس التردُّد أو من تردُّداتٍ قريبةٍ من بعضها البعض، يُمكن أن يحدث هذا عند البثِّ الإذاعي من محطتين بتردُّد 89.7 ميغا هرتز من مدينتين مختلفتين على نفس المكان.

يقول ديمتريوس بانتازيس مديرُ مخبر التَّصوير المغناطيسي للدماغ(MEG) في معهد ماساتشوستس التقني (MIT): "يتغيَّر شكلُ الأمواج بشكلٍ خطِّي، حيثُ تتمُّ الإضافةُ والطرح من بعضِها البعض"، ولكن بما أن تردُّداتِها مختلفةٌ بشكلٍ كبير فإن الأمواج الدماغية لا تتداخل مع الأمواج الراديوية، حتى وإن حدث ذلك فإن الأمواج الدماغية ضعيفةٌ جداً وبالكاد يُمكن قياسها. وللمقارنة فإن الحقل المغناطيسيَّ للأرض قويٌّ بشكلٍ كافٍ لتحريك إبرة البوصلة، أما الإشاراتُ الدِّماغية فهي جزءٌ من المليار من هذه القوة.

إلا أن هذا لا يعني ان الدماغ لا يتأثر بتعرضه لهذه الأمواج وحقولها، مقال عن آثار التعرّض للحقول الكهرومغناطيسيـّـة من محطّات الهاتف المحمول هنا

من المعلوم أنه من الصَّعب جداً قياسَ الأمواج الدماغية ولكنَّ ذلك ليس مستحيلاً، فقد تمكَّن الخبراء في معهد MIT مؤخراً من تركيب جهازِ تصويرٍ جديد (MEG) لدراسةِ وظيفة الدماغ البشري ولالتقاط إشاراتِ الدماغ، تمَّ تركيب جهاز الـ MEG الجديد في مكان مُحاطٍ بمعدن Mu (1) كالصخرة في وسط النهر، حيث يُجبِر المعدنُ الإشاراتِ الكهرومغناطيسية على التدفُّقِ في الوسطِ المحيط دون أن تدخل إلى داخله.

يتكون جهاز MEG الجديد من خوذةٍ تحتوي على 306 حساساتٍ موزعةٍ بشكلٍ متساوٍ على السطح. يتمُّ تبريدُ هذه الحساساتِ متداخلةِ الكم فائقةِ التوصيل (SQUID) إلى درجةِ حرارةٍ تقارب الصفر المطلق، مما يجعلها تتمتَّع بناقليةٍ عاليةٍ جداً، وبحسب بانتازيس فهي قادرةٌ على قياس أضعف الإشارات المغناطيسية للدماغ.

فالجواب هو لا، لأنَّ أموج الدماغ بطيئةٌ جداً وضعيفةٌ لدرجةٍ من الصَّعب جداً قياسُها.

شاركنا في رحلة المعرفة، ما هو التساؤل الذي طالما شغلَ تفكيرك دون أن تحصل على جوابٍ علميٍّ دقيق له؟ حان الوقت لتعرف الجواب.

(1) معدن Mu: خلطة مغناطيسية ذات نفاذية عالية جداً مناسبة لحماية المعدَّات الإلكترونية من الحقول المغناطيسية الخارجية، تتكونُ من حوالي 80% نيكل و 5% موليبدينوم وكمياتٍ صغيرةٍ من عناصرَ أُخرى كالسيليكون وميزان الحديد.

ولمعرفة كيفية تفسير رموز الدماغ وقراءة أفكاره يمكن قراءة مقال:

ما يدور في دماغك لم يعد سراً هنا

للتعرف عن إمكانية التحكم بالأشياء عن طريق الدماغ يمكن متابعة مقالنا:

استخدام الدماغ للتحكم بسيارات السباق هنا

المصدر: هنا