الطب > موسوعة الأمراض الشائعة
الفُصال العظمي (التهاب المفاصل التنكسي) Osteoarthritis
الفُصال العظمي أو التهاب المفاصل التنكسي هو حالة التهابية ناتجة عن تلفِ وإنهاك الغضروف المفصلي في أي مفصل من مفاصل الجسم. غالباً ما يصيب الفصال العظمي المفاصل الحاملة لثقل الجسم مثل مفاصل الورك والركبة والعمود الفقري، كما قد تكون مفاصل أصابع اليدين والقدمين عرضة للإصابة أحياناً.
لنتكلم قليلاً عن وظيفة الغضاريف لنفهم أكثر ما يحصل عند الإصابة بالفُصال العظمي. يتكون الغضروف من نسج مرنة متينة مطاطية، تغطي نهايات العظم في المفاصل. وظيفتها الرئيسية هي امتصاص الصدمات بحيث يغير الغضروف من شكله عند التعرض لصدمات وأذيات مفاجئة.
يؤثر الفُصال العظمي على الغضاريف المفصلية، حيث يجعلها صلبة وينقص من مرونتها مما يجعلها عرضة أكثر للإصابة. ومع مرور الزمن يتعرض الغضروف المفصلي ببعض المناطق إلى التلف مما ينقص من قدرته على امتصاص الصدمات. ومع زيادة تلف الغضروف تصبح حركات الأربطة المتصلة به مؤلمة. وفي حالات أسوأ تحتك العظام ببعضها البعض.
من يصاب بالفُصال العظمي؟
بحسب إحصائية أمريكية يوجد أكثر من 27 مليون شخص مصاب بالفُصال العظمي في الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها. تزداد العرضة للإصابة بالفُصال العظمي مع التقدم بالعمر، حيث أنّ معظم الأشخاص فوق عمر الـ 60 يصابون به ولكن بدرجات متفاوتة. يمكن أنْ يحدث في أعمار أصغر نتيجة أسباب مختلفة مثل إنهاك المفصل في عمل ما أو نتيجة أذية معينة. ويُذكر أنّ النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال فوق عمر 50 عاماً.
أسباب الفُصال العظمي:
- عوامل وراثية وولادية: فوجود طفرات في الجينات المكونة للغضاريف يزيد من احتمالية وسرعة ترقي الإصابة. كما أنّ التشوهات الخلقية في العمود الفقري كالجنف والحداب تزيد من خطورة الإصابة أيضاً.
- زيادة الوزن: لأنه يزيد الضغط على المفاصل وخاصة مفاصل الورك والركبة.
- الرضوض والكسور وأذيات المفاصل والعظام المختلفة.
- الإفراط في إجهاد المفصل: كما يحدث عند ممارسة التمارين الرياضية العنيفة.
- أمراض أخرى: مثل التهاب المفاصل الرثياني (الروماتيزم). وفي حالات نادرة تسبب زيادة الحديد وهرمون النمو في الجسم الفُصال العظمي.
ما هي أعراض الفُصال العظمي؟
أعراض ومشاكل الفُصال العظمي تتطور بشكل تدريجي وهي:
- ألم مفصلي وانزعاج خصوصاً أثناء الحركة وبعد الإجهاد.
- تورم وصلابة مفصلية.
- تضخمات عظمية في المفاصل الصغيرة بين السلاميات المتوسطة والانتهائية من الأصابع.
معالجة الفصال العظمي:
تتضمن الإجراءات العلاجية المعالجة الفيزيائية والدوائية إلى جانب التمارين الرياضية وتخفيف الوزن الزائد. يمكن استخدام الكمادات الباردة أو الساخنة على المفصل المصاب. قد يقوم الطبيب بحقن المادة الدوائية ضمن المفصل أو بزل المفصل. ويمكن في الحالات الشديدة والمعندة اللجوء إلى استبدال المفصل.
تقترح دراسات جديدة ولكن غير مؤكدة وجود علاقة بين فيتامين D وإيقاف تطور الفُصال العظمي. وهنالك أيضاً دراسات حول إمكانية استخدام مادة البوتوكس لتخفيف أعراض الفصال العظمي.
ويتضمن العلاج الدوائي ما يلي:
- مسكنات الألم: تستخدم المسكنات في حالات الفُصال العظمي لتخفيف الألم وليس لمعالجة الحالة الالتهابية، من المسكنات المستخدمة الأسِيتامينُوفين ومشتقه الشائع الباراسيتامول. حيث أثبت فعالية كبيرة في حالات الألم الخفيف والمتوسط.
- مضادات التهاب لاستيروئيدية: يمكن لمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية التخفيف من الألم وتخفيف الالتهاب. مثال عليها البروفين والنابروكسين. من الآثار الجانبية لهذه الأدوية الاضطرابات القلبية والهضمية، لذا لا يجوز وصفها لشخص بعمر 65 سنة أو لشخص يعاني من قرحات أو نزف في المعدة. يمكن التخفيف من هذه الأعراض الجانبية من خلال استخدام مضادات التهاب لاستيروئيدية موضعية.
يجب الاهتمام بالقيام بالتمارين الرياضية الخفيفة لتقوية العضلات المحيطة بالمفصل. ومن المحبب القيام بالسباحة أو المشي على أرض مسطحة لعدم وجود ضغوطات على المفاصل. يجب الابتعاد عن القيام بالحركات العنيفة التي تسب ألماً في المفصل المصاب. كما يمكن استخدام الكريمات أو المراهم المخففة للألم في منطقة المفصل المصاب.
الإنذار والاستجابة للعلاج:
ليس من الضروري أنْ تزداد شدة الحالة عند المصابين بالفُصال، إذ يمكن أنْ تتحسن الحالة، أو تكون مستقرة بدرجة معينة. حيث تختلف شدة الفُصال العظمي من شخص لشخص ومن مفصل لآخر. بعض الأشخاص قد يعانون من آلام شديدة ومستمرة، والبعض الآخر قد يعاني من آلام خفيفة متقطعة. ولكن من الضروري تحمل المسؤولية الشخصية وتخفيف الوزن الزائد، والالتزام بالأدوية وكل الإجراءات المطلوبة من قبل الطبيب المشرف.
صورة شعاعية توضح الضرر الناتج عن الاصابة بالتهاب المفاصل التنكسي
المصدر: