البيولوجيا والتطوّر > التطور

كيف نجت بعض أنواع الديناصورات من الانقراض لتتطور فيما بعد إلى الطيور الحديثة؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

قدَّمَ الباحثونَ تقريراً جديداً، احتوى دليلاً هاماً، على أنَّ هناكَ أنواعاً محددةً من الديناصورات، كانت بالفعلِ في طريقِها للإنقراض، قبلَ حادثة اصطدامِ كويكبٍ في الأرضِ وتحطمهِ قبل 66 مليون عاماً، ولكن بطريقةٍ ما تمكنت بعضُ الأنواعِ من الاستمرار في الحياةِ رغمَ هذا الحدثِ الكارثيِّ، وشكَّلت هذه الأنواعُ سلفَ الطيورِ التي تزدهرُ حياتُها في عصرنا الحالي.

تقترح الدراسةُ الحديثةُ أنَّ سرَّ نجاةِ الديناصورات الطائرةِ وأسلافِ الطيورِ، هي النزعةُ الغريزيةُ في التغذي على البذورِ، وما أضافَ قيمةً لهذهِ الفرضيةِ، حقيقةَ أن الطيورَ ذاتَ الأسنانِ انقرضت في نهاية العصرِ الطباشيري ( بعد حادثةِ الارتطام)، بينما تمكَّنت الطيورُ عديمةُ الأسنانِ والتي تعتمدُ في غذائِها على البذورِ من النجاةِ مع كميةٍ قليلةٍ من الطعامِ، وكان هذا السرُ الحقيقي الذي يكمُن وراءَ نجاتِها.

وفي هذا السياقِ قامَ فريقٌ من علماءِ الأحافيرِ في كندا بدراسةِ 188 نوعاً من الطيورِ، والتي تعودُ لسلفٍ واحدٍ من الديناصوراتِ الطائرةِ عديمةِ الأسنانِ، وتقولُ الفرضيةُ التي تشرح استمرارَ بعضِ أنواعِ الديناصوراتِ، أنهُ رغمَ الأمطار الحمضيةِ واحتراقِ سطحِ الأرضِ بقيت البذورُ متوفرةً، وكانت هي العاملُ الحاسمُ الذي حافظَ على بقاءِ هذهِ الطيورِ حيةً بينما لم يحالفِ الحظُ المجموعاتِ الأخرى التي اعتمدت في تغذيَتها على مصادرَ أخرى، فعقبَ حادثة اصطدام الكويكبِ تمَّ حجبُ أشعةِ الشمسِ بالغبارِ والرمادِ، وأصبحتِ النباتاتُ غيرَ قادرةٍ على القيامِ بعمليةِ البناء الضوئي، الأمرُ الذي كان سبباً في نهايةِ الحيواناتِ التي تعتمد في غذائها على أوراق الأشجارِ والفواكه، وبطبيعةِ الحالِ انعكسَ ذلك على الحيواناتِ المتربعةِ على قمةِ الهرمِ الغذائي والتي تُسمى باللواحم.

بالطبع لم تكن إعادةُ النظرِ والتمعنِ بالأحداث التي وقعت قبلَ ملايين السنين بالأمر السهلِ، ولكن حصلت هذه الفرضية على مجموعةٍ لا بأس بها من الأدلة التي تثبتُ صحتَها.

وفي بيانٍ صحفيٍّ أشارَ عالمُ الأحافير Derek Lason إلى وجود طيورٍ تُشبهُ الديناصورات حتى نهايةِ العصر الطباشيري، ولكن بعد ذلك انقرضت أكثرُ الأنواعِ بشكلٍ مفاجئٍ بينما استطاعت مجموعةٌ أخرى النجاةَ من هذه الحدثِ لأنها كانت تعتمدُ في غذائها على البذورِ، ويضيفُ Larson أن تلكَ الكائناتِ التي كانت تُشبهُ الطيورَ وتُعتَبرُ نوعاً من الديناصورات تُعرَفُ باسم Manraptoron لم يعُرف عنها الكثير وتدور حولها كثيرٌ من التساؤلات، ولكن من الواضحِ أنَّ هذهِ المجموعةِ انقرضت مع بقية أنواعِ الديناصورات الأخرى بينما نَجت أنواعٌ أُخرى مماثلةٌ، ويتلخصُ سببُ نجاتِها في نظامِها الغذائي الذي يعتمدُ على البذور.

لقد انطوى جزءٌ من هذهِ الأبحاثِ على تحليلٍ دقيقٍ للأحافير التي احتوت الأسنان وتمت دراسة الاختلافاتِ في الشكلِ والحجمِ التي انخفضت مع مرورِ الزمنِ.

وافترضَ الباحثونَ أنَّ فقدان التنوع سوف يؤدي إلى نظامٍ بيئيٍّ متدنٍ، ولكن النتائجَ كانت مخالفةً لذلك، فلقد كان هناكَ تنوعٌ طفيفٌ حتى نهايةِ العصرِ الطباشيري مما يدعم فكرةَ أن ديناصورات Manraptoron انقرضت بسرعة في نهاية هذا العصرِ، وكانت كل هذه الأدلةِ قد جُمِعت من سجلاتِ الأسنانِ وبياناتِ النسبِ وهي أدلةٌ قويةٌ على أن الطيورَ كانت قادرةٌ على النجاةِ على عكسِ أبناء عمومتها، لأنها كانت قادرةٌ على التقاط البذورِ حتى أُتيحت مصادرٌ غذائية أخرى مع مرور الزمنِ.

لذلك عزيزي القاريء، إذا أردت النجاة من حوادث كهذه، يُرجى التأكدَ من وجودِ مصادرَ متاحةٍ من الغذاء قادرة على النجاة أيضاً!

المصادر:

هنا