علم النفس > الأطفال والمراهقين

الاضطرابات النفسية عند المراهقين: الجزء الثاني

استمع على ساوندكلاود 🎧

9-اضطرابات التعلّم:

تحدثُ هذه الاضطرابات عندما تكون مهارات الطفل أو المراهق في القراءة والكتابة والحساب تحت المستوى المتوقّع لشخصٍ في مثل عُمره بشكلٍ كبير. ينتاب هؤلاء المرضى شعور بالإحباط بسبب أدائهم المدرسي الضعيف وقد يتملكهم الشعور بالفشل أو قد يرغبون بترك المدرسة أو تتطور لديهم بعد المشاكل السلوكية. يجب تشخيص هذا الاضطراب بشكلٍ مبكّرٍ ما أمكنْ خلال عمر المدرسة وذلك لاتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة.

10-اضطراب الوسواس القهري:

يعاني هؤلاء المراهقون من تسلّط أفكارٍ أو نَزَعاتٍ أو صور مستمرّة أو متكررة على تفكيره تسبب قلقًا وكربًا شديدًا للمريض، كما قد يعاني من نزعةٍ شديدةٍ لتكرار بعض السلوكيات والأفعال كغسيل الأيدي أو ترتيب الأمور أو التحقق من صحتها أو العد أو ترديد بعض الكلمات في سره. تسلّط الأفكار والنزعات هذه على المراهق يؤثر سلبًا وبشكلٍ واضحٍ على روتين المراهق اليوميّ وأدائِه العلمي وسلوكيّاته الاجتماعية اليومية وعلاقاته الشخصية أيضًا.

11-الإيذاء الجسدي:

نقصدُ بهذه الحالة تعرّض الطفل أو المراهق إلى إصابةٍ أو أذية جسدية من الشخص المسؤول عنه (ولي أمره). وتتضمن هذه الأذيات ضربَ الطفل أو المراهق بشيء ما، لكْمَه أو رفْسَه، حرقه، تهديده أو مهاجمته بسلاح ما، ويعاني هؤلاء الضحايا من الاكتئاب والقلق وقلّة احترام الذات وعدم القدرة على الثقة بأحدٍ إضافةً إلى تعاطي الكحول والمخدرات بإسرافٍ و معاناتهم من اضطرابات تعلُّمية و اضطرابات السلوك.

12-اضطراب التوتّر التالي للصدمة:

يصيب هذا الاضطراب المراهق الذي تعرّض لحادثٍ ما صادم وغير متوقّع خارج عن خبرة الإنسان التقليدية، وتكون الصدمة شديدةً جدًّا بحيث تتجاوز قدرة الفرد على التلاؤم معها وتتشكّل نتيجةً لذلك مشاعرُ خوفٍ وعجزٍ شديدة. قد يحدث هذا الحادث الصادم مع الشخص نفسه (كالتعرّض لاعتداءٍ جنسي أو الخطف أو التهديد بالموت)، أو قد يحدث لشخص آخرٍ على مَرآى من المراهق أو عن طريق معرفته لتعرض أحدِ الأشخاص المقربين منه لمثل هذا الاعتداء.

تتضمن أعراض هذا الاضطراب:

أ‌.التكرارُ المستمر والمزعج والضاغط لتذكُّر الحادث.

ب‌.تكرارُ حلم المريض بالحادث.

ت‌.تكرارُ تصرّف أو شعور المريض كما لو أنّ الحادثَ يحدثُ الآن.

ث‌.الشعورُ بكربٍ شديد عند التعرّض لأيّ شيءٍ يُذكِّره بالحادث الصادم، ومحاولة المريض الدائمة الابتعاد عن هذه العوامل المذكرة.

ج‌.فقدانُ السعادة بأنشطةٍ كانت ممتعةً للشخص فيما سبق.

ح‌.الوحشةُ والانعزال عن المجتمع.

خ‌.إحساسٌ مستمرُّ بزيادة التنبه والتيقظ (كحدّة الطبع، واضطرابات النوم، وقلّة التركيز، والقلق، والحذر الشديد).

13-الذهان:

يتضمّن الذهان العديد من الاضطرابات العقلية الشديدة التي تؤثر سلبًا وبشدّةٍ على قدرة الشخص على التفكير بوضوح، والاستجابة العاطفية تجاه الأحداث، والتواصل الفعّال مع الآخرين، أو الفهم والاستيعاب الواقعيّيَن، والتصرّف بشكلٍ لائق، وقد تظهر أعراضُ الذهان لدى المراهقين مترافقةً مع العديد من الأمراض العقلية الشديدة، كالاكتئاب، واضطراب الشخصية ثنائي القطب، وانفصام الشخصية، و الاضطرابات المرافقة لتعاطي الكحول والمخدرات بكثرة. يتضمن الذهان العديدُ من الأعراض نذكر منها:

أ‌.الوهم: وهو اعتقادٌ خاطئٌ وثابتٌ في دماغ المريض لا يتفق مع البيئة الفكرية للمجتمع الذي يعيش فيه. فقد يظنّ المريض أن الناس متآمرون عليه، أو أنه مصابٌ بمرضٍ عضال سيودي به إلى الموت على الرّغم من أنّه بكامل صحّته وعافيته.

ب‌.الهلوسة أو الهذيان: وهو إدراكٌ حسيٌّ (رؤية – سمع – إحساس – شم) بدون وجود أي مثيرات خارجية محرّضة له، فمثلًا في حالة الهلوسة الصوتية يسمع المريض أصواتًا على الرغم من أنّ الجميعَ حوله صامتون.

14-انفصام الشخصية (الشيزوفرينيا):

هو اضطرابٌ عقليّ يتظاهر بمشاكلَ شديدةٍ على صعيد أفكار المريض ومشاعره وسلوكه واستخدامه للكلمات في لغته. تتضمن أعراضه غالبًا الوهم و/أو الهلوسة. كما يتّصف الوهم في الشيزوفرينيا بأنّه paranoid واضطهادي بطبيعته (ذو أفكارٍ ذات تأثيرٍ ضاغطٍ بشدة على عقل المريض)، كما أنّ الهلوسة عادةً ما تكون هلوسةً صوتيةً حيث يسمعُ المريض أصواتًا تخيُّلية (أحدٌ ما يعلّق على تصرّفاته ونواياه مثلًا)، ولا تعني الشيزوفرينيا أن للمريض شخصيتين مستقلتين. تظهر الشيزوفرينيا عند أغلب المرضى قبل الـ30 من العمر وقد تبدأ في مراحلَ أبكر (عمر المراهقة).

15-التعرّض للاعتداء الجنسي:

قد يلجأ بعض البالغين إلى تلبية رغباتهم الجنسية عن طريق التحرّش أو الاعتداء الجنسي على يافعين. حيث تتراوح شدّة الاعتداء الجنسي على صغار السن من الملاطفة أو التقبيل أو التربيت على جسم اليافع إلى الاغتصاب.

تتضمن أشيَعُ مظاهر الاعتداء الجنسي على الفتيات: تعرِيَة الفتاة، الملاطفة والمداعبة، تماس الأعضاء الجنسية، ممارسة العادة السرية، أو الجماع المهبلي أو الفموي أو الشرجي. بينما يتعرّض الفتيان إلى الاعتداء الجنسي عن طريق الملاطفة والمداعبة، أو ممارسة العادة السرية مع البالغ، أو لعق القضيب، أو الجماع الشرجي. لذا قد يعاني اليافعون المتعرّضون للاعتداء الجنسي من الاكتئاب أو القلق أو اضطراب التوتّر ما بعد الصدمة أو الشعور بانعدام القيمة وقلة الحيلة إضافة إلى اضطرابات تعليمية والاتصاف بسلوك عدواني.

16-الانتحار:

يُعتبر الانتحار ثالثُ أشيعِ سببٍ للموت بعد الحوادث وجرائم القتل عند المراهقين، وفي كل عام يرتكب أكثر من 5000 مراهقٍ جريمةَ الانتحار. تتضمن عوامل الخطورة لانتحار المراهق عدّة أمور كالاكتئاب أو محاولته الانتحار سابقًا أو التعرّض لخسارات حياتية منذ فترة قصيرة أو التفكير المتكرّر بالموت أو تعاطي الكحول والمخدرات. كما قد تظهر نية المراهق بالانتحار من خلال أسلوبه في الكلام كترديده لقول "لا شيء يهم" أو "لن أسبّب لك مشكلةً بعد الآن". كما قد يبدأ المراهق الذي نوى الانتحار بالتخلي عن بعض ممتلكاته المحبّبة وإعطائها لأشخاصٍ آخرين أو قد يصبح وبشكلٍ مفاجئٍ مرحًا ومبتهجًا بعد فترة طويلة من الحزن.

17-متلازمة توريت:

تتميز متلازمة توريت بقيام المريض بحركاتٍ لا إرادية وإصدار أصواتٍ لا إرادية أيضًا. تُدعى هذه الحركات بالعرَّات (جمع عرَّة)، وتتصف العرَّة بأنها حركة مفاجئة وسريعة في بعض العضلات تحدث بشكل متكرّر وليس لها أي هدف. حيث يختلف موضع وشدة ومدى تعقيد هذه العرّات مع الوقت، وقد تحدث هذه العرّات في الوجه والجزء الأوسط من الجسم والساقين والقدمين، وقد تكون هذه العرّة بسيطة (غمزة عين مثلًا) أو قد تكون أكثر تعقيدًا. بينما تختلف الأصوات الصادرة عن المرضى بين أن تكون صوت نُباح أو نشقة أو سُعال أو شخير أو التلفّظ بألفاظٍ سيئة.

يتم تشخيص متلازمة توريت قبل عمر الـ18 (وغالبًا ما تظهر بعمر الـ7 سنوات). وهي تحدث عند الذكور أكثر من الإناث وغالبًا ما تستمر أعراض المتلازمة مدى الحياة.

تختلف شدة هذه المتلازمة مع الوقت لكنّها تميل لأن تخفّ في فترة المراهقة المتأخرّة وفترة سن الرشد. في كثير من الأحيان تترافق الإصابة بمتلازمة توريت مع عدة مشاكل أخرى كالوسواس القهري وفرط النشاط وقلة التركيز وفرط الاندفاع.

المصدر:

هنا