الكيمياء والصيدلة > صيدلة

أمل جديد لعلاج الأكزيما في دواء لالتهاب المفاصل

نجح الباحثون في علاجِ عددٍ من المرضى الذين يعانون من الإكزيما المعتدلةِ الدرجةِ إلى الشديدة وذلك باستخدامِ دواءٍ لالتهاب المفاصل وهو مثبطات يانوس كيناز الفموية (توفاسيتينيب سيترات tofacitinib citrate) الذي أظهر مؤخراً أيضاً أن له فعلاً مضادً لمرضي البهاق والثعلبة.

فمرضُ الإكزيما (التهابُ الجلدِ التأتبيّ) هو حالةٌ مزمنةٌ تسبب حكةً شديدةً وتتركُ الجلدَ مُحمرّاً وسميكاً ويمكنُ أن تؤثرَ على النوم على نمطِ حياةِ المريض بشكلٍ عامٍ. الأدويةُ التقليديةُ المستخدمةُ في علاجِهِ هي الكريمات الستيروئيدية والأدويةُ الفموية، التي تفشلُ عادةً في التخفيفِ من الأعراض لدى مرضى الإكزيما معتدلةِ إلى شديدةِ الدرجة. وبناءً على النماذج العلمية الحالية في بيولوجيا الإكزيما، افترض بريت كينغ Brett King وهو أستاذٌ مساعدٌ في طب الجلدية في جامعة ييل Yale في نيوهيفن ،كونيتيكت New Haven، Connecticut، أن الدواءَ المستخدمَ في التهاب المفاصل الروماتيزمي (توفاسينيب سيترات tofacitinib citrate) بإمكانِه إيقافُ الاستجابةِ المناعيةِ التي تسبب الإكزيما.

أبلغ كينغ زملاءه في قسم الأمراض الجلدية في جامعة ييل Yale عن فكرتِه الجديدةِ في علاج الإكزيما، وأجرى دراستَه بمساعدتِهم هناك وكان الهدفُ من وراءِ هذه الدراسة هو تقييمُ فعاليةِ مثبطاتِ يانوس كيناز الفموية في علاج الإكزيما المتوسطةِ إلى الشديدة، فعلاجُ التهاب الجلد التأتبي المتوسطِ إلى شديدِ الدرجةِ غيرُ كافٍ غالباً كما ذكرنا لذلك سعى الباحثون في تلك الدراسة للتأكيدِ على فعاليةِ هذا العلاج، وتعدُّ هذه الدراسةٌ دليلاً على وجودِ حقبةٍ جديدةٍ مُحتملةٍ في علاج الإكزيما.

تمت التجربةُ بمعالجةِ ستةِ مرضى يعانون من إكزيما متوسطةٍ إلى شديدةٍ بعد أن فشلَ أسلوبُ المعالجةِ التقليديُّ في علاجِهم، فاستخدم الباحثون (التوفاسيتينيب سيترات tofacitinib citrate )في ذلكَ، وجرى تقييمُ نتائج العلاج بواسطةِ دليلِ نقاطِ التهابِ الجلد التأتبي، فكانت النتائجُ كالتالي:

- انخفاضُ مساحةِ سطحِ الجسمِ المُعرضةُ لالتهاب الجلدِ .

- انخفاضُ الحمامي، والوذمةِ، والحطاطاتِ، والتحززِ، والسحجات، وقد تم ملاحظةُ ذلك لدى جميعِ المرضى، كما انخفضَ دليلُ أو مؤشرُ التهابِ الجلدِ التأتبي بمقدار 66،6% من 36،5 إلى 12،2 خلال 8 إلى 29 أسبوعاً من العلاج، كذلك لم تُشاهد أيّ مظاهرَ سلبيةٍ خلالَ تلك الفترة، حيث أفاد جميعُ المرضى الستُّ خلالَ فترةِ العلاجِ عن انخفاضٍ ملحوظٍ في الحكة فضلاً عن تحسنِ النومِ وتضاءلِ احمرارِ وسماكةِ الجلدِ أيضاً.

ووفقاً لكينغ فلم يكن هؤلاء الأفراد سعداءَ جداً فقط بالنتائج، بل أعربوا كذلك عن ارتياحِهم بشكلٍ كبيرٍ وتحررِهم، فقد شعروا بالراحةِ حيالَ جلدِهم لأولِ مرةٍ منذُ سنواتٍ عديدة.

وقد أظهر بوضوح الدكتور كينغ King وزميلُه بريتاني كريغلو Brittany Craiglow وهو طبيبُ جلديةٍ في ييلYale أيضاً، أن (توفاستينيب سيترات tofacitinib citrate) يُنمّي الشعرَ لدى المرضى الذين يعانون من شكلٍ من أشكالِ تساقطِ الشعرِ المناعي الذاتي أو ما يدعى بداء الثعلبة. كما قاموا أيضاً بنشرِ أدلةٍ تبين العلاجَ الناجحَ لمريضٍ يعاني من البهاق (وهو مرضٌ يترك بقعاً بيضاءً غيرَ منتظمةٍ واسعةِ النطاق في كل أنحاء الجسم).

وصرّح الباحثون بأن هذه الدراسةَ قد جاءت كأملٍ جديدٍ في علاجِ مرضٍ لم يتواجد له علاجٌ مجدٍ إلى الآن وها هو قد يلوحُ في الأفق. كما ويقول كينغ :" لقد أثّرت الإكزيما على ملايينِ الأطفال والبالغينَ في الولايات المتحدة الأمريكية وما زالت تؤثّر إلى الآن، وأنا متفائلٌ بأننا سوف ندخلُ حقبةً جديدةً تماماً تحملُ العلاجَ المناسبَ لذلك المرض". كما لاحظَ الباحثون أن هناك حاجةٌ إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد فعاليةِ العلاجِ الطويلِ الأمد والسلامةِ لمرضى الإكزيما، إذ واجه الباحثون بعضَ المشاكلِ والقيودِ أثناءَ دراستٍهم هذه، مثلُ صغرِ حجمِ العينة، وعدمُ وجودِ مجموعةِ مراقبةٍ وإمكانيةُ التحيز .

تمّ نشرُ نتائجِ هذه الدراسة في وقتٍ مبكرٍ على الإنترنت في مجلة الأكاديمية الأمريكية لأمراضِ الجلد، فلا يكمنُ الأملُ بالعلاجِ في الدراسةِ ونتائجِها وحسب بل في مثبطاتِ يانوس كيناز الفموية (توفاسيتينيب سيترات tofacitinib citrate) التي يُحتملُ أن تكونَ مفيدةً في علاج التهابِ الجلد التأتبي متوسطِ إلى شديدِ الدرجة.

المصادر:

هنا

هنا