التاريخ وعلم الآثار > تحقيقات ووقائع تاريخية

أشهرُ عشرِ أشخاصٍ صارعوا الموت

استمع على ساوندكلاود 🎧

رجلٌ تعرّضَ لمئاتِ محاولاتِ الاغتيال وآخر من ضربته القنبلةُ النووية مرّتين وأخرى سقط بها المصعد من الطابق الخامسِ والسبعين ، كلُّ هؤلاء وغيرهم قارعوا أقسى الظروفِ شدّةً وأكثرَها سوداويّةً واختاروا عدم الاستسلام والاستمرار بالحياة ليتحولوا إلى دروسٍ على الأجيال تُتْلى.

نسردُ إليكم في هذه المقال قصصاً حقيقيةً لأشهر عشرِ أشخاصٍ صارعوا الموت...

10- فديل كاسترو:

رئيسُ كوبا، الدكتاتور الذي حكم من 1959 إلى 2008 بقبضةٍ حديديّةٍ، هو بالأحرى أحد أكثر الرجال في العالم حظاً في النجاةِ من الموت، فخلال 49 عاماً من السلطة تعرض إلى 638 محاولة اغتيالٍ فاشلةٍ نُظمت أغلبها من قبل المخابرات الأمريكية. تضمّنت طرق الاغتيال تسميم سجائره، تفخيخ السجائر، وضع حقنة سامة في قلم وغيرها من الطرق. إضافة إلى وضع 90 كيلوغرام من المتفجرات تحت المنصّة التي سيلقي منها الخطاب. وقد فشلت كلُّ هذه العمليات بسبب التخطيط الضعيف ويقظة جهاز حماية الرئيسِ الكوبيّ. في آب القادم سيحتفل الرئيس بعيد ميلاده التسعين.

9- هيو غلاس:

قصة نجاة المستكشف والصياد هيو غلاس عجيبةٌ جداً وقد ألهمتِ الكثيرَ من الكُتّاب حتى صنعت هوليود فلماً خاصاً عن قصته حاز على أساسها الممثلُ الأمريكي ليوناردو دي كابريو جائزة الأوسكار. في عام 1823 هاجمت قبيلةٌ من الهنود الحمر إحدى رحلات البحث عن الفرو والتي كان غلاس عضواً فيها، فأُصيبَ وفرّ مع قافلته التي انقسمت إلى وجهتين بعد المعركة. تعرّض بعدها غلاس لهجومٍ شديدِ الدمويةِ من دبٍّ حتى ظن مرافقيه أنّه لم ينجو، لذلك قاموا بتركه مكسورَ القدم ومصابٌ بجروحٍ بالغةٍ جعلت من ضلوعه بارزةً مكشوفة. قرر غلاس ألّا يستسلم فقام بالزحف والتحرك نحو 200 إلى 300 ميل (322–483 كيلومتر) طوال شهرين حتى وصل إلى برِّ الأمان.

8- بيتي لو اوليفر:

في الثامن والعشرين من تموز عام 1945 كانت بيتي موظفة المصعد تؤدي عملها بهدوء في مبنى "امباير ستيت" في الولايات المتحدة، وأثناء تواجدها في الطابق الثمانين ارتطمت طائرةٌ عسكريةٌ بالمبنى في الطابق التاسع والسبعين بالضبط فتعرضت بيتي لإصاباتٍ خطيرةٍ حيث كُسرت رقبتها وظهرها. تلقّت بيتي علاجاتٍ أوليّةً فوريّةً من قبل العاملين ثم وضعوها في المصعد للنزول إلى الطابق الأرضيّ لنقلها للمستشفى، لكن المصعد كان قد ضَعُفَ بسبب حادث تحطم الطائرة فسقط بها من الطابق ال 75 ليتحطم على الأرض، وبشكلٍ عجائبي نجتْ بيتي لا بل خرجت سليمةً معافاة وعادت للعمل في المصاعد بعد خمسةِ أشهرٍ فقط.

7- جابرييل غارثيا مورينو:

رئيس الاكوادور الذي حكم عام 1861 والذي حكم لدورتين وانتُخبَ ليحكم الدورة الثالثة عام 1875 فانقضى صبرُ معارضيه وقرّروا اغتياله. في آب من عام 1875 هوجم الرئيسُ من قبل الثّائِرِ فوستينو رايو مع مجموعةٍ مساعدةٍ بمنجلٍ حادٍ فسقط الرئيسُ ورأسه ينزف ويده اليسرى مجروحةٌ إلى حدٍ كبيرٍ بينما قُطعت يده اليمنى ومع هذا لم يتوقف لحظة عن قتالِ مهاجمه فأطلقَ النار على الرئيس المغدورِ ستة مرات حتى توفي، خلال القتال كان الرئيس قادراً على التعرف على قاتليه وصرخ بوجههم بتحدٍّ "الإله لا يموت".

6- جيم بوي:

خلال شجار لويزانا الدمويّ الشهير عام ١٨٢٧ أظهر المستكشف الأمريكي إمكانيةً عاليةً للتحمُّلِ والقدرة على النجاة، حيث خاض بوي شجاراً ضد الشريف السابق نوريز رايت ومؤيّديه وأُصيب على إثر ذلك برصاصة في الفخذ وطُعن بالسّيف في صدره. كلُّ هذا لم يكن كافياً لقتله بل إن بوي استطاع مقاومةَ الإغماء وسحبَ سكّينه لينجح بقتل عدوه الشريف رايت، وقف بوي في ساحة المعركة والسيف بارزٌ من صدره وجسمه مُثقلٌ بالجراحِ ليستمر بقتال أعداءه الذين استمروا بتوجيه الرصاصِ والطعناتِ ضدّه، حتى توقّفَ القتال. تعافى بوي من جراحه وعاش ٩ سنواتٍ أخرى وأصبح نوع السكينِ المميزِ الذي استخدمه أثناء المعركة معروفاً حتى اليوم ب"سكين بوي".

5- غريغوري راسبوتين:

والملقبُ بـ"الراهب المجنون" وقد كان أحد لاعبي الخفاء في المشهد السّياسيّ الروسي من خلال تأثيره على العائلة الملكيّة، حتى قرر ثلاثةٌ من النبلاء وضع حدٍ لحياة هذا الرجل. فقاموا بدعوته إلى قصر أحد متامري الإغتيال، وقدموا له الطعام والخمر المملوء بمادة السيانيد شديدةِ السُميّة. أظهر راسبوتين مقاومةً شديدةً للسُّم ولم يسقط صريعاً مثلما كان متوقع، الأمر الذي أربك مدبري الاغتيال فقاموا بإطلاق النار عليه وتركوه معتقدين أنّه مات. لكنهم تفاجئوا بأن راسبوتين ما زال حياً بل خرج من القصر راكضاً فلاحقوه وأطلقوا عليه النار مجدداً وضربوه بشكلٍ قاتلٍ لكن رغم ذلك وبشكل عجيب بقي راسبوتين على قيد الحياة فقاموا بتقييده ورموه في النهر المتجمد وكان هذا كفيلاً بقتله."

4- لاجيمان جورنج:

في كانون الأول ١٩٤٥ كُوفئ لاجيمان بوسامِ صليبِ فكتوريا وهو أعلى وسامٍ عسكريٍ بريطاني وذلك "لتفانيه في أداء الواجب" خلال الحربِ العالمية الثانية. ففي نيسان ١٩٤٥ كانت تدور معاركٌ طاحنةٌ بين القوات الهنديّة البريطانية من جهة واليابانيين من جهةٍ اخرى في بورما، وكان لاجيمان حاملُ الرشّاشِ في مقدمةِ كتيبتهِ عندما تعرّضَ لهجومٍ مفاجئٍ من مئتي جنديٍّ يابانيٍّ، كان الهجوم مُركّزاً على موضع لاجيمان بالتحديد من أجل كسبِ موقعٍ استراتيجيٍ مهمٍ. فُوجئ لاجيمان بقنبلةٍ يدويةٍ تُرمى عليه فسارع بحملها ورميها بعيداً وكذلك فعل مع القنبلةِ الثانية، ولكن القنبلة الثالثة انفجرت بيده أثناء محاولته رميها بعيداً ففجّرتْ أصابعه وأصابتْ يدَهُ ووجهه وجسمه وقدمه بجروحٍ بالغة، لكن لاجيمان وباستعمال يده اليسرى فقط استمرَّ في قتال الموجاتِ البشريةِ للعدو لأربعِ ساعاتٍ لوحدهِ، مما أجبر اليابانيين على الانسحاب بعدما أُصيبوا بخسائرَ بشريّةٍ كبيرةٍ. عاش لاجيمان ليتوفى عام ٢٠١٠ عن عمر ناهز الاثنين والتسعين عاماً.

3- ليون تروتسكي:

القائد الثّوري السوفيتيّ الشيوعيّ الذي كانت أنفاسه تهدّدُ الدولة السوفيتية الستالينية وبالتالي كان هدفاً شديد الأهميةِ للدولة السوفيتية. ففي مايو ١٩٤٠ هاجم رجالٌ مسلحين منزلَ تروتسكي في منفاه في المكسيك باستخدامِ الأسلحةِ الرشاشة، اختبئ تروتسكي تحت سريره ونجا من الهجوم دون أن يُصاب بأيِّ أذىً رغم شده الهجوم. ولكنه اغتيل أخيراً بعمليةٍ نُفذت في آب ١٩٤٠ من قبل شخصٍ تمكن من الانغماس والدخول بيت تروتسكي المحصن فقام بضربه بفأسٍ لتكسير الثلج على رأسه مُحدثاً جرحاً شديدَ الضررِ، لكن مع هذا فإن الشهود قالوا أن تروتسكي كان قادراً على المقاومة بل وحتى البصق على مهاجمه، نجا تروتسكي ليوم كامل لكنه توفي متاثراً بجراحهِ بسببِ تعقيداتٍ طبيّة.

2- بيك وذرس:

في عام ١٩٩٦ كان متسلق الجبال بيك وذرس يقوم بهوايته بتسلقِ جبل ايفرست أعلى جبالِ العالم. لكن من سوء حظ بعثة المتسلقين هبّتْ عاصفةٌ شديدةٌ على سفوح الجبل تسببت في نكبتِهِم. أُغمي على وذرس ورفاقه في هذه الظروف فوق ارتفاع ٢٦ قدم ودرجة حرارة 30 تحت الصفر. حاول متسلقين آخرين انقاذَ البعثةِ المنكوبةِ ونجحوا بالوصول إليهم. وقد تَمَّتْ معاينة بيك وذرس مرتين من قِبَلِ متسلقٍ وطبيبٍ، لكنّهم قرروا تركه لاستحالةِ نجاته لأنه لا يوجد هناك شخص قد نجا من غيبوبةِ انخفاض درجة الحرارة، وخاصةً في هذا الارتفاع الشاهق وتم إبلاغ عائلته بوفاته. لكن بعد ١٥ ساعة من هذه الظروف أفاق وذرس بشكلٍ عجيبٍ وتحرّك نزولاً حتى وصل للمعسكر ليتمّ إسعافه، وهو ما زال حياً ليروي قصته.

1- تسوتومو ياماكوجي:

اشتُهر باعتباره الشخص الوحيد الذي نجا من انفجاري هيروشيما وناكازاكي النوويّن معاً. كان ياماكوجي بزيارةِ عملٍ لهيروشيما في السادس من آب ١٩٤٥ عندما اخترقت غيومُ المدينة القنبلة النووية الأمريكية لتُحيلَ المدينةَ إلى خراب وكان لا يبعد عن ياماكوجي أكثر من ميلين فقط، فأُصيبَ بحروقٍ شديدةٍ وعمىً مؤقت، ولكن مع هذا تمكّن من العودة إلى مدينته الأم ناكازاكي محتمِّلاً جراحه. لكن وبعد ثلاثة أيام من الانفجار الاول ضُربت ناكازاكي بقنبلةٍ نوويةٍ أقوى من سابقتها وأيضاً لم يكن يبعُدُ أكثر من ميلين عن الانفجار. وقد نجا ياماكوجي ولكن عدم تلقّيهِ للعلاج أصابه بحمى شديدة قاتلة لمدة شهر وعلى الرغم من حظِّهِ العاثر إلا أنّه نجا ليتوفى عام ٢٠١٠ بعمر ٩٣ عام.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا

6- هنا

7- هنا

8- هنا

9- هنا

10- هنا

11- هنا