العمارة والتشييد > التصميم المعماري

كارثة تشرنوبل

استمع على ساوندكلاود 🎧

يصادف اليوم الذكرى الثلاثين لكارثة تشيرنوبل، والتي كانت جواباً حياً لما قد يحدث إذا حصل خطأ أو إهمال في منشأة نووية. لتعرفوا أكثر عن حادثة تشيرنوبل و الدمار الإشعاعي الضخم الذي أصاب الأرض بسبب هذه الحادثة، وعن المنشأة التي من المفترض أنها ستحمينا من كارثة نووية جديدة.\

ما هي تشيرنوبيل وما الذي حصل فيها ؟

تشيرنوبل التي تَدعى اليوم ب "منطقة الاغتراب"، هي موقع أسوأ حادث نوويّ في العالم حيث تم احتواء الكارثة في عام 1986 عن طريق تشييد حواجز بيتونية غطت المفاعل الرابع، حيث تم تنفيذها على عجل وكان من المقرر أن يدوم الغطاء لمدة 15 سنة ولكن لم يتم استبداله حتى اليوم !

وبعد 30 سنة يبقى هذا الغطاء الحاجز الوحيد بين النفايات النووية عالية الخطورة التي يغطيها والبيئة المحيطة بموقع الكارثة.

ويتم حالياً بناء مشروع هندسي ضخم يدعى (الحاجز الآمن الجديد) المعروف باسم NCS والهدف منه تغطية الحاجز البيتوني القديم ليحمي البيئة المحيطة من الإشعاع لمدة قرن، وهو مبادرة دولية تقدر ميزانيتها ب 1.7 مليار دولار، ويبدو أنه سيكلف اكثر من ذلك بكثير.

وضع المهندسون حجر الأساس للمشروع عام 1998، وتوجّب عليهم في البداية أن يحققوا استقرار الحاجز البيتوني القديم الذي يغطي المفاعل. ثم تم الانتقال لتنفيذ العناصر الاساسية من أعمال البنية التحتية قبل البدء بأعمال البناء.

وعلى بُعد 183م من المفاعل تم إنشاء موقع لبناء المنشأة الجديدة على وسادة من تربة غير ملوثة بالإشعاعات. تتكون هذه المنشأة من قوس فولاذي ضخم على ارتفاع 110م وبعرض 250م وطول يبلغ 150م، وسيتم نقل المنشأة التي تزن 30000 طن بعد اكتمالها إلى الموقع بواسطة شاحنات ضخمة وقد تم بناء هذه المنشاة بعيدة عن المفاعل بسبب خطورة مستوى النشاط الإشعاعي المتبقي في الموقع، وسيكون الحاجز الآمن الجديد أكبر منشأة قابلة للنقل في العالم .

تم بناء أكبر جزء من القوس على مستوى الأرض ومن ثم ارتفع 30م في الهواء للحد من تعرض العمال للإشعاع "الذي يزيد بازدياد الارتفاع"، ثم تم تدلية "أرجل" طويلة لتحمل وتدعم المنشاة حتى اكتمل القوس والذي يبلغ ارتفاعه الكلي 110م.

وقد خضع العمال لمراقبة درجة التعرض للإشعاع، فبالرغم من ادعاء الخبراء أن الموقع آمن بما فيه الكفاية للسماح ب 40 ساعة عمل أسبوعيا لكن العامل الواحد يتعرض لكمية إشعاع تعادل التي يتعرض لها الشخص عند إجراء صورة للصدر بالأشعة السينية.

بدأ البناء الفعلي الحاجز الجديد في عام 2010 ولايزال العمل جارٍ حالياً ولكنه قد يستغرق من 4 إلى 5 سنوات أخرى حتى يكتمل البناء.

وبما أننا تحدثنا عن البنية الخارجية لهذا الحاجز الجديد فماذا عن داخله ؟

في الواقع أنه سيحوي على رافعات ضخمة يتم التحكم بها عن بعد وسيتم استخدامها لتفكيك الحاجز البيتوني القديم حيث ستحمي القشرية الهائلة الحجم الموقع وستمنع حدوث أي تسرب إشعاعي.

السلامة البيئية مهددة في كل العالم بسبب انهيار المنشأة القديمة المحيطة بالمفاعل حيث من المقدر تواجد 200 طن من المواد شديدة الإشعاع بما في ذلك قضبان من الوقود التي كانت لا تزال بداخل المفاعل المتضرر.

يتم الآن بناء منشأة أخرى أيضا هي"مرفق فيكتور لتخزين النفايات المشعة " في مكان قريب وستَستعمل لتخزين ما يصل إلى 175 ألف متر مكعب من النفايات المشعة الني ستنتج عن تفكيك الحاجز البيتوني القديم.

فبفضل التطورات الهندسية الكبيرة والجهود المبذولة لن تشكل تشيرنوبل قنبلة موقوتة بعد التخلص من النفايات بداخلها وسيظل القوس تذكاراً وسننجو من كارثة نووية جديدة.

المصدر:

هنا