الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

المحميات البريـّـــة قليلٌ من الحماية لكثير من الاستدامة

استمع على ساوندكلاود 🎧

يمكن للمحميات الطبيعية المصغرة أن تساعد على إنقاذ الحيوانات تحديداً حين تقع قرب المناطق المأهولة بالبشر وقد وجدت دراسة حديثة نشرتها دوريـّــة PLOS ONE أن صيانة المحميات الطبيعية قدر المستطاع وحتى الصغيرة الحجم منها سوف يساعد في حماية بعض الفصائل المهددّة في ظل التوسّع في رقعة المناطق الحضرية.

أكّد الباحثون من مركز العلوم البيئية بمعهد العلوم الهندي وجامعة مانيبال ومركز دراسات الحياة البرية وجمعية الحفاظ على الحياة البرية بالهند على أن مخرجات بحثهم ممكن أن تؤثر في استخدام الأراضي مستقبلاً وتحديداً في المناطق الحضرية سريعة النمو والتي لا تزال فيها حياة برية قائمة.

ولاحظ الباحثون مجموعاتٍ من الظبي الهندي (وهو فصيلة مهدّدة بالانقراض) داخل وحول محميّة هندية كبرى بمدينة ناناج ماهاراشترا جنوب الهند Nannaj، Maharashtra. ووجدوا أن التعدي المتزايد من البشر دمّر الأراضي العشبية فتحولت إلى مزارع ومراعي وباتت أغلب المنطقة مأهولة بالبشر والماشية كما هو حال أغلب الأراضي شبه القاحلة بالهند.

قام الباحثون بقياس كمية وجودة العشب وهو الغذاء الرئيسي للظبي الهندي ومن ثم حدّدوا مناطق الخطر حيث تكون الظبيان مهددةً من قبل الذئاب والكلاب والبشر، ووجدوا أن الظبيان تفضّل البقاء آمنة في المحميّة حيث يتوفر الطعام بغزارةٍ لتجنب الأخطار المصاحبة للبشر والحيوانات الضارية.

لكن ومع تناقص الغذاء بعد فصل الرياح الموسمية، يبدأ الظبي الهندي بالتحرك نحو الأراضي العشبية الغير محمية كاستجابة لتغيّر مستوى الغذاء مع الفصول والمخاطر في الأجزاء المختلفة من الأراضي.

وجدت هذه الدراسة أن وجود المحميات الصغيرة أو الملاجئ في المناطق شبه القاحلة كثيفة السكان تسمح لهذه الظِبّاء بالنجاة وقدّمت إجابةً للغز تحرك بعض الحيوانات خارج المحميات. البحث اليائس عن الغذاء قد يقود الظبي الهندي لتغيرات موسمية في تحركه والمجازفة بالتوجه لمناطق أكثر خطورة خارج المحمية.

تؤكد الدراسة وجوب أخذ هذه العوامل بالحسبان ونحن نشاهد تحول أراضٍ عشبية أكثر فأكثر إلى الاستخدام البشري حيث توضّح الدراسة المذكورة أنه بالإمكان الحفاظ على التعايش جنباً إلى جنب وأن الحياة البرية توفر الملاجئ تماماً مثل المناطق الصغيرة المحمية الموجودة في محمية بوستارد الهندية العظمى.

الأكيد أن البشر مستمرون في توسعهم بحثاً عن الأرض والموارد وما يرافق ذلك من آثار سلبية جمــّـة خصوصاً على ذوات الحوافر كالغزلان لذلك كان من المهم تحديد مدى تفاعل الإنسان مع القاطنين الطبيعيين للمنطقة. يمكننا ذلك من استنباط حلولٍ تضمن الأهداف الاجتماعية للبشر وحفظ التنوع الحيوي معاً. وجدت هذه الدراسة أن المحميات الصغيرة (المحمية جيداً) تشكل بقعاً عازلة لذوات الحوافر عن الأخطار بما فيها مثلاً الأمراض التي تنتقل إليها من ماشية البشر مقارنةً بالمحميات الصغيرة غير المحمية جيداً.

المصدر:

هنا

هنا