الطب > موسوعة الأمراض الشائعة

التجفاف Dehydration

استمع على ساوندكلاود 🎧

يحدُثُ التجفافُ عندما يفقِدُ الجسمُ مقداراً أكبرَ مما يحصلُ عليه من السوائل.

عندما يتناقصُ المحتوى الطبيعيُ للماء في الجسمِ، يؤدي ذلك إلى اختلالِ توازنِ الأملاحِ المعدنية (الأملاحُ و السكرُ) فيه، مما يؤثِّرُ في قيامِه بوظائِفِهِ المختلفة.

يشكِّلُ الماءُ أكثرَ من ثُلثَي جسمَ الإنسانِ المُتمتِّعِ بصحةٍ جيدةٍ، فهو يعملُ على تزليقِ المفاصلِ وكُرةِ العينِ ، ويساعدٌ على الهضمِ، ويساعدٌ أيضاً في طردِ الفضلاتِ و السمومِ ، ويحافظٌ على صحةِ الجلد.

وتتضمَّنٌ بعضٌ علاماتِ الإنذارِ المبكرِ للإصابة بالتجفافِ ما يلي:

• الشعورَ بالعطشِ والدوار.

• جفافَ الفم.

• التعب.

• البولَ ذا الرائحة القوية، وداكن اللون.

• التبوُّلَ بمقدارٍ أقلَّ من المعتاد.

قد يكون الأطفالُ مصابين بالتجفافِ فيما إذا:

• كانت لديهم بقعاً رخوةً غائرةً في الرأس.

• كانت الدموعُ قليلةً أو غائبةً عند البكاء.

• كانت الحفاضات مبللةً بشكلٍ أقل.

• كانوا يُظهرون الخمولَ.

مَنْ يُعتَبرٌ معرَّضاً للإصابة بالتجفاف؟

يمكنُ لأي شخصٍ أن يُصاب بالتجفاف، إلَّا أنَّ هنالك مجموعاتٍ محددةٍ أكثرُ عرضةً للإصابةِ به، وتتضمَّن:

• الرضعُ و الأطفالُ: لديهم وزنٌ منخفضٌ وبالتالي حساسيةً لفقد مقاديرَ صغيرةٍ من السوائل.

• العَجَزةُ: قد يكونوا أقل إدراكاً لإصابتهم بالتجفاف، ويتوجب عليهم شرب السوائل باستمرار.

• الأشخاصُ الذين يعانون من حالةٍ صحيَّةٍ طويلةِ الأمَد: مثل مرضِ السكري أو الإدمانِ على الكحول.

• الرياضيون: يمكنهم فقدَ كميةٍ كبيرةٍ من السوائل من خلال التعرقِ بعد فتراتٍ طويلةٍ من ممارسة الرياضة.

الأسباب:

يمكنُ لبعضِ الحالاتِ المرضيةِ أن تُسَبِبَ فقداً سريعاً ومستمراً للسوائِل وبالتالي الإصابةَ بالتجفاف، وتتضمَّن:

• الحُمَّى، والتعرُّضَ للحرارةِ، وممارسة الكثير من التمارينِ الرياضية.

• الإقياءَ، والإسهالَ، وزيادةَ التبوُّل بسببِ العدوى.

• الأمراضَ مثلَ السكري.

• عدمَ القدرةِ على الحصولِ على المقدار المناسبِ من المياه والغذاء (كما هو الحال عند شخصٍ مصابٍ بإعاقةٍ جسدية).

• عدمَ القدرةِ على الشربِ بسببِ كونِ الشخصِ في غيبوبةٍ أو موضوعاً على أجهزةِ التنفس.

• عدمَ توفرِ الماءِ الصالحِ للشرب.

• الإصاباتِ الكبيرةِ في الجلد، مثل الحروقِ أو تقرُّحاتِ الفم، أو الأمراضِ الجلديةِ الشديدة أو الالتهاباتِ (فقدان الماء عن طريق الجلد المتضرِّر).

يعتقدُ العديدُ منَّا بأنَّ شربَ السوائلِ مثلَ عصيرِ الفاكهة، أو الشاي، أو الصودا، سوفَ يحافظُ على الجسم رَطْباً كالمياه تماماً. ولكن تحتوي هذه المشروبات في الحقيقة على كمياتٍ كبيرةٍ من السكاكرِ والأملاحِ والتي يتم امتصاصُها ومن ثمَّ طردُها خارج الجسم بمساعدةِ المياه. يساعدُ شربُ ثمانيةَ أكوابٍ من الماء (أي ثمانُ أونصات) في منعِ حدوثِ جفافِ الفمِ والحنجرةِ، و منعِ الإصابةِ بالعديدِ من الأمراض.

التشخيص:

الفحوص و الاختبارات:

يمكنُ للطبيبِ أن يقومَ بمجموعةٍ من الاختباراتِ البسيطةِ أثناءَ إجراءِ الفحصِ السريري، أو أن يقومَ بإرسالِ عيِّناتِ الدمِ والبولِ إلى المختبرِ. وسوف يحاولُ الطبيبُ من خلالِ إجراءِ الاختباراتِ والفحصِ السريري، التعرُّفَ على السببِ الرئيسي أو الأسبابِ التي أدَّت إلى حدوثِ التَّجفاف.

العلاماتُ الحيويةُ:

• تشيرُ العلامات التالية: الحُمَّى، وتسرُّعُ القلبِ، وانخفاضُ ضغطِ الدمِ، إلى احتمالِ الإصابةِ بالتجفافِ وأمراضٍ أخرى أيضاً.

• يمكنُ لقياسِ النبضِ وضغطِ الدمِ للمريضِ وهو مستلقٍ، ومن ثم تكرارُ القياساتِ بعدَ وقوفهِ لمدةِ دقيقةٍ واحدةٍ و ثلاثِ دقائقَ أن يشيرَ إلى درجة التجفافِ المصابِ بِهِ. فعندما يكونُ الشخص مستلقياً ومن ثُمَّ يقِفُ منتصباً، فإنَّ ذلك يؤدي إلى انخفاضٍ بسيطٍ في ضغط الدَّم لبضعِ ثوانٍ، وهو أمرٌ طبيعيٌ تماماً. إذ بعدَ ذلِكَ، يتسارَعُ معدَّلُ ضرباتِ القلبِ ويعودُ ضغطُ الدمِ إلى قيمته الطبيعية. وبالتالي، عندما لا تتواجدُ كميَّةٌ كافيةٌ من السوائلِ في الدَّم بسبب حدوثِ التجفافِ يؤدي ذلك إلى تسارعِ معدَّلِ ضرباتِ القلب، ولكن لا تصلُ كميَّةٌ كافيةٌ من الدَّم إلى الدماغ. ويُدرِكُ الدماغُ عندها حدوث التجفاف، ويوجه أوامرَهُ إلى القلب بالتسارُعِ أكثر. ونتيجةً لذلك، عندما يكونُ الشخصُ مصاباً بالتجفافِ، سوف يُصابُ أيضاً بالدوارِ والإغماءِ عندما يقف.

تحليلُ البول:

• يمكنُ لِلونِ البولِ ونقائهِ، والثقل النوعي له (حيثُ تتمُّ مقارنة كتلة البول مع مقاديرٍ مكافئةٍ لها من الماء المقطَّر)، ووجود الكيتونات فيه (وهي مركبات الكربون التي تشيرُ إلى حدوث التجفاف)، أن يساعد في الدلالة على درجة الإصابة بالتجفاف.

• يمكن لزيادة الغلوكوز في الدم أن يشيرَ إلى الإصابة بمرض السكري، أو فقد القدرة على ضبط سكر الدم من قبل مريضٍ مصابٍ به. كما يعتبرُ سبباً لحدوث التجفاف.

• قد تكون زيادة نسبة البروتين في الدم مؤشراً لحدوث مشاكلٍ في الكلى.

• كما يمكنُ الكشف عن الإصابة بالعدوى أو أمراضٍ أخرى، مثل مرضٍ في الكبد، من خلال إجراء اختبار البول.

الاختبارات الدموية (تحاليل الدم):

• يمكنُ لِكمية الأملاح (الصوديوم والبوتاسيوم) والسكر، بالإضافة للمؤشرات على وظيفة الكلية (نِتروجين اليوريا والكرياتينين)، أن تكونَ مُهمَّةً لتقييم درجة الإصابة بالتجفاف وأسبابه المحتملة.

• كما يمكن أن يتم طلب إجراء اختبار تعداد الدَّم الكامل (CBC)، عندما يعتقد الطبيب بأنَه يمكن لعدوى كامنة أن تكون سبب حدوث التجفاف. كما يمكنُ لإجراءِ اختباراتٍ دمويةٍ أخرى، مثل اختبارات وظيفة الكبد، أن يكون مرغوباً لكشف أسباب حدوث أعراض التجفاف.

معالجةُ التجفافِ عندَ البالغين:

العنايةُ المنزليةُ:

يَجبُ مساعدةُ الأشخاصِ المصابين بالتجفاف على تناولِ السوائل، وذلك من خلالِ الطرقِ التالية:

• ارتشافِ كمياتٍ قليلةٍ من الماء.

• تناولِ المشروباتِ المحتوية على الكربوهيدرات/الشوارد. وتعتبرُ المشروباتُ الرياضيةُ (Gatorade) أو المحاليل البديلة المُعدَّةِ مسبقاً (محلول ®Pedialyte كأحد الأمثلة) ضمنَ الخيارات المناسبة.

• تناولِ المصاصات (popsicles) المصنوعةِ من العصائر والمشروباتِ الرياضية.

• مصُّ قطعةٍ من الثلج.

• ارتشافِ السوائلِ باستخدامِ قشَّةٍ (Straw) (تعتبرُ مفيدةً جداً لشخصٍ قد خضعَ لعملٍ جراحيٍّ في الفك أو يعاني من قرحاتٍ في الفم).

يتوجب محاولة تعديل حرارة الشخص، إذا كانَ قد تعرَّض بشكلٍ مباشرٍ للحرارة أو يعاني من درجة حرارةٍ مرتفعةٍ، وذلك من خلال الطرق التالية:

• نزع أيِّ ثيابٍ إضافيةٍ والتخفيفُ من ضغطِ الثياب الأخرى على الجسم.

• تعتبرُ المناطق التي تتضمَّن تكييفاً للهواء هي المفضَّلة لاستعادة درجة الحرارة الطبيعية للجسم.

• أمَّا إن كانَ تكييفُ الهواءِ غيرُ متوفرٍ، عندها يمكنُ تخفيض درجة حرارة الجسم من خلال وضع المصاب بجانب المراوِح أو في الظل، وذلك إن تمَّ التعرُّض للإصابة في الخارج (كالطريقِ مثلاً). كما يمكن تطبيق منديلٍ مبللٍ بالماء حول المُصاب.

• كما يمكنُ استخدام بخاخٍ لرذاذ الماء الفاتر على أسطح الجلد المكشوفة، وذلك للمساعدة في تبريد الجسم عن طريق الأبخرة.

• يجب تجنُّبَ تعريض الجلد للبرودة المفرطة، من خلال استخدام كمادات الثلجِ أو الماءِ المُثلَّج. لأنَّ ذلك يمكن أن يؤدي إلى انقباضِ الأوعية الدموية في الجلد وبالتالي تنخفض قدرة الجسم على تعديل درجة حرارته.كما يمكنُ للتعرُّض للبرودة المفرطة أن يُسبِّبَ ارتعاشاً أو ارتجافاً، والذي سوف يرفعُ من درجة حرارة الجسم – أي أنَّه ذو تأثيرٍ مُعاكسٍ لما يحتاجه المُصاب.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا