الطب > مقالات طبية

الصورُ المُلتَقطة ذاتياً متّهمةٌ بنقل عدوى القمل

استمع على ساوندكلاود 🎧

لا تكادُ اجتماعاتُنا بالأصدقاءِ في وقتِنا الحاضرِ تخلو من التقاطِ الصورِ ذاتياً ومشاركتِها على وسائلِ التواصلِ الاجتماعيّ، ولكنْ هل فكّرَ أحدُنا يوماً أنَّ هذه الطريقةَ في التقاط الصّور قد تكون سبباً لنقلِ عدوى القمل!

هكذا فسَّر بعضُ الاختصاصيِّن الانتشارَ المُفاجِئَ لعدوى القمل بين الشبّاب، علماً أنَّ انتشارَ هذه الحشراتِ البيضاءِ الصغيّرةِ يكون شائعاً أكثرَ بين الأطفال في المدارسِ، والمعسكراتِ الصيفيّة، ولا تؤثّر عادةً في الشبّاب.

يعتقدُ بعضُ الأطباءِ أنَّ السببَ وراءَ ذلك يَكمُنُ في وسائلِ التواصل الاجتماعي؛ فوفقاً لإحصائيّاتِ مركزِ مكافحةِ الأمراض CDC ، يُصابُ ما يُقدَّر بـ 12 مليونَ شخصٍ ممّن تترواحُ أعمارُهم بين ثلاثِ إلى إحدى عشْرةَ سنة بعدوى القملِ في كلّ عام، ويأتي العاملون في مجالِ رعايةِ الأطفالِ في المرتبةِ الثانيةِ بسببِ احتكاكِهم الدّائم بالأطفال، ولا تُعدُّ عدوى القملِ شائعةً بين الشبّاب، فهم لا يقومون بتصرفاتٍ مؤهّبَةٍ لذلك، كتشاركِ القبعاتِ والأشياءِ المُماثلة.

وبما أنَّ القملَ لا يستطيعُ القفزَ لهذه المسافاتِ، فالطريقةُ الوحيدةُ لانتشارِه هي باحتكاكِ الرؤوسِ ببعضها البعض، وهذا ما يفعله الشباب أثناءَ التقاطِهم الصورَ ذاتياً لكي يتسنّى لهم جميعاً الظهورَ في إطارِ صورةٍ واحدةٍ، وفي هذا الوضعِ الشديدِ التّقاربِ، قد يَنقُلُ بعضُ الشبابِ المصابينَ بعدوى القمل هذه الحشراتِ إلى رؤوسِ أصدقائِهم دونَ أنْ يعلموا، وذلك في سبيلِ الحصولِ على الصُّورةِ الفُضلى لنشرِها على وسائلِ التواصلِ الاجتماعي! وهكذا إذاً تزداد فرصُ احتكاكِ الناسِ ببعضهم البّعض لكونِ التقاطُ الصّورَ الذاتيةَ أمراً يحدُثُ يومياً على نحوٍ واسعٍ.

يُمكنُ للقملِ التحرُّكُ بسرعةٍ 9 بوصاتٍ في الدقيقةِ الواحدة، ولذلك نجدُ أنَّ انتشارَ العدوى شائعٌ بين الأطفالِ لأنَّهم يقضون الكثيرَ من الوقتِ وهم على مقرُبةٍ من بعضهم البعض، ولكنَّ هذه المدَّةَ من الاحتكاكِ المُباشر لا تحصلُ أثناءَ التقاطِ الصورِ ذاتياً.

أصدرَ الـ CDC عدداً من التحذيراتِ بخصوصِ التخييمِ، ونومِ الأطفالِ عندَ بعضهم البعض أثناءَ تفشي عدوى القمل، ولكن لم يُذكر أيَّ شيءٍ بخصوص الصور الملتقطة ذاتياً، إلّا أنَّ بعضَ المؤسساتِ الطبيّةِ أشارتْ إلى أنَّ الصورَ المُلتَقَطةَ ذاتياً قد تكونُ مُتّهمةً في نشرِ العدوى، فقد حدثَ ذلك السنةَ الماضية، وأُطلِقَ على هذه الحالةِ اسم "قملُ التواصلِ الاجتماعي"، إلا أنّ الفكرةّ رُفِضت آنذاك.

ومع ذلك، فلا يُمكنُنا القولُ أنّه من المستحيل أنْ يُصابَ الشبابُ بعدوى القمل بشكلٍ طبيعيٍ خاصةً إذا وُجِدَ إخوةٌ صغارٌ مصابون بالعدوى في المنزل، أو عند تفشي العدوى في الجامعات.

وحتى في حالِ عدمِ كونِ الصورُ الملتقطةُ ذاتياً سبباً لانتقال العدوى، فإنَّ مركز مكافحة الأمراض CDC ينصحُ بتجنُّبِ الاحتكاكِ برؤوس الآخرين ما أمكن. كما يُنصَحُ المصابون بالقمل بمعالجتِه باستخدام المستحضراتِ الطبيّة المناسبة.

في المرةِ القادمةِ، عندما تُشاركُ صورتَكَ وأصدقائكَ المُلتقطةَ ذاتياً على الفيسبوك، احرص على التأكُّدِ من أنَّ أحدَ الأصدقاء

لا يُعاني حكةً في الرأس، فربما يكون "مُقمَّلاً" وينقلُ لكَ العدوى!

المصدر:

هنا