المعلوماتية > عام

كيف قامت التكنلوجيا بتغيير علم و فن الإعلان جذرياً

كيف قامت التكنولوجيا بتغيير فن و علم الإعلان جذرياً ؟

(تطور تكنولوجيا الإعلان)

يحكى أن زفاف الإعلان الى الإعلام كان ببساطة حفلة لاثنين . و حتى عندما امتدّ مجال الإعلام التقليدي الى الانترنت، استمر المسوّقون بالعمل بشكل مباشر مع فرق النشر لشراء مساحات الإعلان . في النهاية، غدت القاعدة الذهبية : " الإعلام وكيل الجمهور" .

لكن بعدها، انفجر مقياس الانترنت أضعافاً مضاعفة . مئة مليار انطباع للإعلان يصل الى السوق كل يوم (في كل مرة يتم عرض إعلان على الانترنت هذا يسمى انطباع )، و هذا يقدم مئة مليار فرصة لوضع هذه الإعلانات . تبعاً ل (comScore)، هذا يضيف تقريباً ستة تريليونات انطباع و عرض لإعلان في 2012 .

هناك شيء آخر حصل كنتيجة لنموالإنترنت : كميّات كبيرة من المعطيات ظهرت و هذا ما أعطى فرصة لاستخدامها لإيجاد و تحديد مستهلكين محددين على الإنترنت . بعد ذلك كله، ابتهج المسوّقون، يمكن إيصال الإعلانات الصحيحة الى الأشخاص المناسبين أينما ظهروا على الإنترنت . للقيام بذلك، يقوم المسوّقون بتحليل المعطيات لتحديد نماذج سلوك المستهلك و تحديد المنتجات أو الخدمات التي يميل إليها المستهلك للتأثير على المبيعات .

مع كل هذا المخزون الجديد للإعلان على الانترنت أصبحت حتماً مساحات إعلان غير مباعة، لذلك سمي (المخزون الباقي).

حوالي 2001 شبكة للإعلان اندمجت للمساعدة في تسهيل المساحة الباقية بمقادير كبيرة من قبل الناشرين و بيع تلك المساحات للمسوّقين . و لكن كان هناك مشاكل . الشبكات لم تسمح بالكثير من المساحة للشفافية مقدّماً جاعلة من الصعب على المسوّقين أن يحددوا من كان يرى إعلاناتهم فعلاً . عندما بدأت بعض نقاط الضعف في نموذج الشبكة تصبح مكشوفة، كان رد فعل السوق عبر تقديم التبادلات الإعلانية و تقديم العطاء في الوقت الحقيقي (RBT) في عام 2007 .

سمح تبادل الإعلانات و الRBT للمعلنين أن يزايدوا على مساحة الإعلان عبر نموذج مزاد و إيصال انطباعات الإعلانات التي ربحت بزمن من رتبة الميللي ثانية – كله خلف الشاشات خلال الزمن الذي استغرقه المستخدم على الانترنت لتحميل صفحة الويب ! هذا خلق كذلك فرصاً جديدة للاستهداف، مع مشاركة المزيد من المعطيات حول الجمهور الذي يرى الإعلان مع المسوقين بهدف إيجاد طلب و بالتالي تحديد سعر سوق عادل لمساحة الإعلان .

الوعد الكبير للعطاء في الوقت الحقيقي في الإعلان عبر الانترنت هو زيادة الكفاءة، زيادة الفعالية و في النهاية زيادة عائدات المعلِن مع مبلغ كبير للناشر كذلك و هذا الوعد هو الذي جلب الكثير من المال و الانتباه الى مجال تكنولوجيا الإعلان .

" أنه عبارة عن جعل المسوقين أقرب الى المستهلكين . القابلية لإعطائهم معلومات أكثر عن جمهورهم بحيث يمكنهم اتخاذ قرارات أكثر استنارة، مع الأخذ بعين الاعتبار متى و أين يوصلون رسائلهم، و بأي سعر " قال (إدوارد مونتس) المدير التنفيذي لDigilant .

Pubmatic و Digilant كلاهما لاعبين في النظام الجديد المعقد لشركات تكنولوجيا الإعلان لتسهيل الRBT .و مع ازدياد مقياس الإعلان عبر الانترنت و حجم المعطيات بشكل كبير، فقد أصبحت لعبة مكثفة فنياً للتنافس فيما بينهم . الشركات تتطلب تعلم أفضل و أسرع على الآلات، أشخاص أكثر ذكاء، و كمية كبيرة من النقود للنهوض و المضي قدماً . بالرغم من ذلك، و نتيجة إغراء الفرص الممكنة، فإن شركات جديدة تدخل مجالاً مزدحماً بازدياد، حريصة على المشاركة في الملياري دولار و الكعكة السنوية المتنامية .

" الصعوبة هي أن كل شخص يقفز في عربة العرض في نفس الوقت . هناك مجموعة من الشركات المخادعة التي يجب أن تعرفها جيداً " كما يقول (جون سليد) المدير التجاري للإعلان الرقمي في (The Financial Times) .

(توم هيسبوس) مؤسس (التسويق المؤكد) و من أكثر الأصوات المنتقدة في هذا المجال، قال" بالنسبة للعديدين، غدا التسويق الرقمي صندوقاً أسود حيث يدخرون المال و يتمنون الأفضل "

تاريخياً، فإن الاتجاهات الجديدة تميل الى التأرجح الشديد من جهة الى أخرى قبل أن تستقر في الوسط . في هذا الوقت الصناعة لا تزال تتأرجح باتجاه الآلات . و لكن، هناك ميل باتجاه طلب البشر لتفسير المعطيات، حيث أن وضع الإعلان لا يزال في نهاية المطاف ليس بيع الآلات للآلات، بل بيع البشر المنتجات للبشر .

المصدر: هنا